الدرس الثاني: نشأة وتطور ممارسة التوجيه والإرشاد في الجزائر

أهداف الدرس:

1-أن يتعرف الطالب على اهم المراحل التي مر بها التوجيه والإرشاد في الجزائر

2-معرفة خصائص كل مرحلة وأهداف التوجيه وخصائصه وكذا عدد مراكز التوجيه في كل مرحلة

3-معرفة أهم تقنيات التوجيه في كل مرحلة

المرحلة الأولى: خلال العهد الاستعماري

أول ما ظهر التوجيه في الجزائر قبل الاستقلال كان خلال الفترة الممتدة من سنة 1920 إلى سنة 1922 وتميز فيها بأنه كان توجيها مهنيا، الهدف منه انتقاء الشباب المراهقين من 14 إلى 18 سنة الراغبين في العمل.

وخلال الفترة الممتدة من سنة 1959 إلى سنة 1960 امتد إلى الجانب المدرسي؛ حيث بدأ يهتم تدريجيا بمشاكل تكيف الأعداد الهامة من التلاميذ المقبولين في المرحلة الثانية من التعليم.

يتكفل بهذه الخدمات 09 مراكز للتوجيه تضم 53 مستشارا، ولم يستفد أبناء الجزائريين من

هذه الخدمات إلا قلة قليلة جدا

المرحلة الثانية: ما بعد الاستقلال مباشرة.

مرت التطورات التي عرفها التوجيه بعد خروج المستعمر بفترات كما يلي:

الفترة من سنة 1962 إلى سنة 1964 أغلقت أغلب مراكز التوجيه وواصلت ثلاث مراكز عملها، وتولى العمل في هذه المراكز خمسة 05 مستشارين منهم ثلاثة جزائريين. ولهذا فقد عرفت هذه المرحلة بتقلص نشاطات التوجيه لجملة من العوامل التالية:

·        ذلك فقد تكفلت المراكز الموجودة .

·        بعدد المستشارين المحدود.

·        أن تقوم بالمهام الرئيسية ومع تكوين أيديولوجية جديدة للتوجيه تتماشى والعوامل الظرفية التي تعيشها البلاد.

·         جمع الوثائق والقيام بالإعلام المدرسي.

وبذلك عرفت عملية التوجيه نوعا من التطور في البلاد يتضح في المراحل اللاحقة.

الفترة من 1965-1967: أعيد خلال هذه الفترة فتح بعض المراكز الأخرى وتخرجت أول دفعة من مستشاري التوجيه المدرسي والمهني بمعهد علم النفس التطبيقي تعتبر سنة 1967هي السنة التي تم فيها وضع المعالم الأولى للتوجيه المدرسي والمهني ودخوله للنظام التربوي الجزائري، حيث أنشئت المديرية الفرعية للتوجيه والتوثيق المدرسي والتي كلفت بالقيام بمهام مختلفة حسب المجالات التالية :

1- في مجال التوجيه المدرسي والمهني:

أ- تنظيم وتسير المجالس المدرسية ومصالح التوجيه.

ب عمل متواصل مباشر مع التلاميذ وتوجيههم طبقا لحاجات المجتمع.

2- في مجال الإعلام المدرسي والمهني:

أ- جمع وتوزيع الوثائق المتعلقة بالمهن والمسالك المؤدية إليها.

ب) - إعلام متواصل للتلاميذ والأولياء والمربين

3- في مجال الخريطة المدرسية:وانحصرت مهامها في إنجاز الخريطة المدرسية.

 المرحلة الثالثة وهي مرحلة السبعينات.

الفترة من سنة 1970 إلى 1973: عموما شهدت هذه المرحلة ما يلي:

 *انطلاق عمليات الإعلام وذلك بالاعتماد على الوثائق التي أعدها مكتب الإعلام.

* دراسات حول الامتحانات.

الفترة من سنة 1974 إلى سنة 1978 تم خلال هذه الفترة ما يلي:

·        إسناد أعمال الخريطة المدرسية إلى مصالح أكاديمية التربية.

·        إقامة الإعلام المستمر والمنظم. 

وأهم تطور لعملية التوجيه في هذه المرحلة يتمثل في ربطه بمسيرة الدراسة وتحديد مهامه وأهدافه من خلال أمرية 16 أفريل 1976 الباب الثامن، حيث حددت مهمة التوجيه في المادة 61 على أنها تكييف النشاط التربوي وفقا للقدرات الفردية للتلاميذ.

·        ومتطلبات التخطيط المدرسي وحاجات النشاط الوطني.

وتحدد المادة 62 أن التوجيه المدرسي والمهني يهدف إلى ضبط الإجراءات التي يتم بها فحص مؤهلات التلاميذ لمعرفتهم، وفي المادة 64 يضاف لما سبق أن التوجيه يهدف إلى:

·        تنظيم اجتماعات إعلامية حول الدراسات والمهن وإجراء الفحوص النفسانية والمحادثات التي تتيح اكتشاف مؤهلات التلاميذ.

·        متابعة تطور التلاميذ خلال دراستهم.

·        اقتراح طرق التوجيه.

·        المساهمة في إدماج التلاميذ في الوسط المهني.

·        يلاحظ أن تطبيق مبدأ ديمقراطية التعليم أدى إلى الاهتمام بالكم أكثر من الكيف، وقد انعكس ذلك أيضا على مستوى التوجيه الذي عمل على أن يلتحق عدد كبير من التلاميذ بأنواع التعليم الثانوي كما كان يغلب عليه الطابع السياسي أكثر من المبادئ العلمية.

المرحلة الرابعة وهي مرحلة الثمانينات :

الفترة من 1980 إلى 1982: تزامنت التطورات التي عرفتها عملية التوجيه خلال هذه الفترة بحركة نشيطة لإعادة تنظيم هياكل وزارة التربية، وتم الاهتمام بالقيام بالمهام التالية:

وضع سياسة للتوجيه تراعى فيها استعدادات التلاميذ ومتطلبات التنمية.

·        تنظيم اختبارات ذات طابع نفساني

·        دراسة المهن ومناصب العمل وجمع وثائق ضرورية تتعلق بالإعلام المهني والتكوين.

·        إجراء دراسات تستهدف ضبط نظام حديث لتقييم المعلومات المدرسية وبرامج التعليم والتكوين إلا أن نشاطات التوجيه تقلصت بعد سنة 1982 حيث دخلت مصالح التوجيه في بيروقراطية وفقدت حركيتها، وبرزت الكثير من النقائص شملت وسائله وأسسه وأساليبه.

المرحلة الخامسة وهي مرحلة التسعينات :

الفترة من 1990 إلى سنة 1992 :

أعيد النظر في مفهوم التوجيه وأساليبه والخروج به من حقل التسيير الإداري للمسار الدراسي للتلاميذ إلى مجال المتابعة النفسانية والتربوية والإسهام الفعلي في رفع مستوى الأداء التربوي للمؤسسات التعليمية من خلال العمل المستمر و التعرف على التلاميذ، تقويم استعداداتهم ونتائجهم التربوية وتطوير قنوات التواصل الاجتماعي والتربوي داخل المؤسسة التربوية وخارجها والمساهمة في تسيير المسار التربوي للتلاميذ وإرشادهم.

ولتحقيق ذلك فقد تقرر تعيين وإدماج مستشاري التوجيه المدرسي والمهني في الفرق التربوية للمؤسسات التعليمية من ثانويات أولا فمدارس أساسية ثانية بصفة تدريجية ابتداء من الموسم الدراسي 1992-1991. 

وصدرت تبعا لذلك نصوص تنظيمية تحدد نشاطات مستشاري التوجيه في الثانويات ومعايير عملية التوجيه والقبول حيث يعتمد على ألا يكون مجرد توزيع آلي على مختلف شعب التعليم الثانوي بل تتطلب دراسة متمعنة في رغبات التلاميذ وقدراتهم الفعلية بالاستناد على نتائجهم من خلال الملمح المستخلص منه وفي اقتراحات الأساتذة والإمكانيات التي يوفرها التنظيم التربوي، والعمل على تلبية رغبات التلاميذ النجباء. 

وفي هذا الإطار فقد تقرر تطبيق روائز نفسية على تلاميذ الجذوع المشتركة بمقتضى المنشور رقم 92-631 الصادر بتاريخ 1992/03/14 وكذلك استبيان الاهتمامات بمقتضى المنشور رقم 510-92 الصادر في 1992/09/04.

إضافة إلى ذلك فقد صدرت نصوص تنظم عملية التوجيه بشكلها القانوني كإنشاء مجلس القبول في السنة الثانية ثانوي (المنشور رقم 664-2 الصادر في (92/06/02) وقد تم خلال هذه الفترة تفعيل دور الإعلام.

الفترة من سنة 1993 إلى 1995: تميزت التطورات التي عرفها بأنها تعديلات لبعض النقائص الملاحظة في تطبيق القرارات التي نظمت عملية التوجيه وشكلت أرضيته خلال الفترة الممتدة من سنة 1990 وسنة 1992، ومن هذه التعديلات إلغاء نظام القبول بالنسب وإعادة الاعتبار لشهادة التعليم الأساسي في حساب معدل القبول وكذا التعديلات التي أحدثت على تنظيم الجذوع المشتركة في السنة الأولى ثانوي.

وأبرز تطور عرفته نشاطات التوجيه في هذه الفترة هو ما يسمى بالتوجيه المسبق، وهذا العمل جعله يدرج في إطار نظرية التوجيه المستمر خلافا للطريقة المعتمدة والمتمثلة في أخذ القرار الحاسم مرة واحدة في آخر السنة الدراسية المنشور رقم 94/18 - المؤرخ في 1994/01/30).

الفترة من سنة 1996 إلى سنة 1998: يؤكد المنشور رقم 28-96 الصادر في 1996/02/26 والمنشور رقم 808-296 الصادر في 97/10/14 على اعتبار عملية التوجيه من بين العمليات

السيكو بيداغوجية والتي أدت طرق ووسائل التدخل المنتهجة فيها إلى تعقدها أكثر سواء في مجال إعلام التلاميذ أو الاقتصار على اعتماد النتائج الدراسية لآخر سنة من الطور الثالث من التعليم الأساسي كمعيار أساسي في عملية التوجيه والذي أدى بها إلى أن تكون مجرد عملية توزيع للتلاميذ على الجذوع المشتركة لعدم توفر مستلزمات صريحة لكل جذع مشترك، وكثرة الطعون إلا مثال حي عن كل ما يعاني منه توجيه التلاميذ.

وفي هذا السياق تم خلال هذه الفترة القيام ببعض الإجراءات تهدف إلى توجيه التلميذ توجيها يتناسب مع قدراته وكفاءاته الفعلية. ومن بين هذه الإجراءات إدخال تعديلات على مضامين كل من بطاقة المتابعة والتوجيه بعد التاسعة أساسي وبطاقة المتابعة والتوجيه بعد الجذوع المشتركة، حيث تم بوجه خاص تعديل مجموعات التوجيه ومعاملاتها حسب متطلبات كل جذع مشترك إضافة إلى إعطاء أهمية لملاحظات مستشار التوجيه المستخلصة من عملية المتابعة وتطبيق الروائز والمقابلات والمحاورات، وكذلك بطاقة الرغبات.

وفي إطار الاهتمام بالنوعية فقد صدرت بعض المناشير التي تؤكد على ضرورة اعتماد معدلات قبول تسمح بارتقاء أكبر عدد ممكن من التلاميذ المؤهلين فعلا لمتابعة التعليم الثانوي ،إضافة إلى ما سبق فقد عرف التوجيه في هذه الفترة اهتماما دقيقا بأهمية رغبة التلميذ في النجاح وارتباطها بفعالية الإعلام المقدم ولذلك تم التأكيد على إعادة تنشيط خلايا الإعلام والتوثيق بالمؤسسات التعليمية.

في نفس السياق، فإن أبرز ما يميز نشاطات التوجيه في هذه الفترة هو تبني مفهوم المشروع المدرسي والمهني وجعله هدفا لعملية الإعلام باعتباره الركيزة الأساسية التي ينبني عليها نجاح التوجيه المدرسي.

كما تم خلال هذه الفترة تحديد مهام مجالس القبول والتوجيه وتركيبتها وإعادة تنظيم عملية الطعن والتأكيد على الاعتماد على عملية التوجيه المسبق واحترام رغبات التلاميذ النجباء في حدود 10 والحفاظ على مصداقية مجالس الأساتذة والتأكيد على دور الإعلام.

الفترة من سنة 1999 إلى سنة 2000: تم الشروع في استعمال بطاقة المتابعة والتوجيه للطور الثالث من التعليم الأساسي بداية بالموسم الدراسي 2000/1999 المرحلة السادسة وهي مرحلة الألفية الجديدة. ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى فترتين

 * الفترة من سنة 2000 إلى سنة 2010.

·        استمرار العمل بالإنقاذ في قبول التلاميذ.

·        توزيع بطاقة الرغبات خلال الفصل الثالث من السنة الثالثة متوسط، ليشكل هذا التعبير الأولي عن الرغبة أرضية ينطلق منها إرشاد التلميذ ومرافقته .

·        الاهتمام بعملية الإرشاد النفسي مع مختلف فئات التلاميذ وذوي الاحتياجات الخاصة وإثر ذلك التأكيد على إنشاء خلايا استقبال التلاميذ وأولياؤهم وإعادة تنظيم التعليم المكيف والأقسام الخاصة.

·        تجديد الاهتمام بالتعليم المهني وذلك في إطار اتفاقية مشتركة بين وزارتي التربية ووزارة التعليم والتكوين المهنيين

الفترة من سنة 2011 إلى سنة 2019:

في نهاية هذه المرحلة تم الاعتراف بأن منحى التعليم المهني لم يتحقق بالشكل المنتظر من خلال القرار رقم 74 المؤرخ في 2018/07/12 على الرغم من استمرارية الدعوة إلى ضرورة تشجيع التلاميذ على اختيار هذا المسار.

*البدء في تعيين مستشاري الإرشاد والتوجيه على مستوى المتوسطات وتكليفهم بتجسيد تربية الاختيارات

*تفعيل فكرة التوجيه التدريجي للتلاميذ، بدء بالإعلام إلى تأكيد الاختيارات.

*استمرارية التركيز على عملية الإرشاد والتكفل النفسي بالتلاميذ من مختلف الفئات، تدعم في هذه الفترة بإنشاء خلايا الإصغاء والمتابعة النفسية والتربوية بالثانويات،والتأكيد على التكفل النفسي بالمترشحين للامتحانات الرسمية.


Last modified: Thursday, 6 November 2025, 8:18 AM