المحاضرة 01: التطور التاريخي لمهنة التدقيق


1)نبذة تاريخية :

1.    الفترة من العصر القديم حتى سنة  1500 م:

في أوائل هذه الفترة كانت المحاسبة تقتصر على سلطات الدولة و المشروعات العائلية التي كانت تهتم خاصة بجرد المخزون السلعي ، حيث تكون هذه العملية متكررة عدة مرات في الفترة ،و الهدف منها هو الوصول إلى الدقة و منع أي تلاعب أو غش بالدفاتر ،كما تميزت هذه الفترة بممارسة التدقيق عن طريق الاستماع ،اي استماع الشخص الذي يقوم بهذه العملية للحسابات التي كانت تتلى عليه ،و استعمال تجربته لمعرفة مدى دقة ما كان يسمعه ،فهذه العملية كان يستعملها ملاك الأراضي حتى يراقبون أعمالهم الفلاحية .

2.    الفترة ما بين 1500 م و 1850 م :

تميزت هذه الفترة بالتمهيد للثورة الصناعية ،و لعل ما يمكن استخلاصه فعلا من هذه الأخيرة هو انفصال ملكية المؤسسة عن إدارتها و زيادة الحاجة للمدققين .

كما تم تطبيق و استعمال نظرية القيد المزدوج في النظام المحاسبي حتى ، ولو لم تكن بصورة متطورة كما هو مستعمل حاليا ، و ظهور نوع من الرقابة الداخلية على المشاريع .

3.    الفترة ما بين 1850 م و 1905 م :

إن النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته هذه الفترة خاصة بعد انطلاق الثورة الصناعية في المملكة المتحدة و الانفصال التام و النهائي بين الملكية و الإدارة ،و ظهور الحاجة لمالكي المؤسسات و المشاريع لكي يحافظ على أموالهم خاصة بعد ظهور قانون الشركات البريطاني سنة  1962 م الذي أقر ضرورة استعمال مدققا للحسابات لمراجعة شركات المساهمة .

فبعد كل هذه التطورات أصبح المجال مفتوحا للمراجعة حتى تبرز كمهنة و نشاط مهم لا يستهان به خاصة بعد تدعيمها بقوانين، أما بالنسبة لأهداف التدقيق في نهاية هذه الفترة فيمكن اختصارها في النقاط التالية :

- اكتشاف الغش و التلاعب بالدفاتر و السجلات المحاسبية.

- اكتشاف الأخطاء الفنية و الاخطاء المتعلقة بتطبيق المبادئ الحسابية .

4.    الفترة ما بين 1905 م إلى يومنا الحالي :

ما يمكن ملاحظته في هذه الفترة ، هو ظهور الشركات الكبرى، و الاعتماد على أنظمة الرقابة الداخلية من طرف المدقق اعتمادا كبيرا في عملية التدقيق، و كذلك الاعتماد على المراجعة الاختبارية ،أي استخدام اسلوب العينات الاحصائية في التدقيق .

كما اصبح الهدف الاساسي للتدقيق هو إبداء الرأي الفني و المحايد حول القوائم المالية ومدى سلامتها في تمثيل المركز المالي للمؤسسة و النتائج المسجلة .

 كما لوحظ انتشار استعمال التدقيق في جميع أنحاء العالم و على جميع المستويات .

و يمكن التطرق إلى تطورات التدقيق:

- تطور المؤسسات الأمريكية و إنشاء " جمعية مهنية المحاسبة ".

- في سنة 1887 انشاء " جمعية الأمريكية للمحاسبين العموميين ".

-في سنة 1933 انشاء "جمعية المراقبة و الحماية"  "والنيويورك لرقابة المخزون"و التي كانتا تفرضان على جميع الموسسات القيام بعملية المراجعة.

-وابتداء من سنة 1960عرفت مهنة التدقيق تطؤرا كبيرا لمهنة التدقيق مع ظهور المعايير المحاسبية الدولية و المعايير الدولية للتدقيق ، بالتزامن مع انشاء الاتحاد الدولي للمحاسبين IFAC سنة 1977 و المتخصص في تنظيم مهنة المحاسبة و التدقيق .

2) أسباب ظهور مهنة التدقيق:

يمكن ارجاع أسباب الحاجة الى مهنة التدقيق إلى العوامل الثلاثةالأتية:

أ.  احتياجات الدائنين و المستثمرين :

إن قرارات الدائنين و المستثمرين المتعاملين مع المؤسسة تعتمد بدرجة كبيرة على مدى عدالة عرض القوائم المالية وسلامتها لهذه المؤسسة ،و من ثم كانت الحاجة لوجود مراجعين خاصة الخارجيين منهم باعتبارهم مستلقين عن الإدارة و ليسوا موظفين بها ممايضمن نجاعة أو سلامة القوائم المالية و جودة معلومة هذه القوائم .

ب. نظرية الوكالة :

 تحاول نظرية الوكالة تحليل آثار بعض القرارات المالية من منظور الخطر و المر دودية أي أن أطراف المؤسسات يحاولون التقليل قدر المستطاع من الخطر و الرفع من المر دودية ،وذلك عن طريق العلاقة التي تنشأ على الاقل بين طرفين في هذه المؤسسة وهما أطراف الوكالة أي المالك والذي يسمى الموكل و الطرف الثاني يسمى الموكل أي الذي لديه التوكيل باسم الطرف الأول في إدارة شؤونه بما فيها التفويض لاتخاذ القرارات و الذي من شأنه التقليل من الخطر و رفع المر دودية عن طريق ضمان عدالة القوائم المالية باستعمال مهنة التدقيق .

ج. النظرية التحفيزية :

 طبقا لهذه النظرية فإن اعتقاد معديين القوائم المالية بأن هذه القوائم ستخضع للتدقيق سوف يدفعهم أو يحفزهم على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه ، وبالتالي فإن التدقيق سوف يضيف قيمة من خلال المعلومات التي سوف تنتج عن هذه القوائم والتي سوف تكون حتما متماشية مع احتياجات المستخدمين

آخر تعديل: الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023، 11:04 AM