الدرس الثالث: نقد التجربة الجزائرية في التوجيه المدرسي والمهني

أهداف الدرس:

1-معرفة  النقائص التي عرفها جهاز التوجيه المدرسي والمهني

2-معرفة النقائص التي حالت دون تحقيق الاهداف المتوخاة من التوجي التربوي والمهني

2-معرفة ماهي المجالات التي مسها الاصلاح في عملية التوجيه المدرسي والمهني

*على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف الدولة في إرساء أركان مدرسة عصرية تكرس النجاح والتقدم في مجال الممارسات التوجيهية إلا أن الكثير من الممارسات لم ترق إلى المستوى المأمول.

*والواقع إن جهاز التوجيه الذي تأسس لتحقيق أغراض التعليم الأساسي وتدعيمه بدا عاجزا على الاستجابة للمستجدات التربوية والإصلاحات البيداغوجية الحالية مما جعل من الضروري إعادة النظر في صيغ التوجيه لتستجيب لهذه المستجدات.

*فعلى الرغم من الرغبة الملحة للمسؤولين في قطاع التربية على ترقية عمليــة التوجيه وتطبيق احدث النظريات والأساليب في التوجيه من خلال تبني العملية.

*هناك نقائص عديدة حالت دون تحقيق الأهداف المتوخاة من التوجيه التربوي والمهني.

* كشفت بعض الدراسات وملاحظات القائمين بالتوجيه أن هناك نقائص عديدة عرفها جهاز التوجيه المدرسي والمهني منها:

1-قصوره في توفير العدد اللازم والكافي من مستشاري التوجيه لتأطير العدد الهائل والمتزايد للمؤسسات التعليمية مما لايمكنهم من الاقتراب من التلاميذ ومتابعتهم والتكفل بهم كما تقتضيه المهنة.

2- نقص التوثيق المتعلق بالمهن مما حال دون التوجيه السليم للتلاميذ.

 3- انعدام إستراتيجية سليمة في توجيه التلاميذ ويتعلق الأمر بانجاز الخريطة المدرسية قبل التوجيه المدرسي في حين ينبغي أن تكون هذه الخريطة معدة على أساس النتائج والاقتراحات المقدمة من قبل القائمين بالتوجيه في مراكز التوجيه.إن هذا الوضع يجعل من عمل الموجه منحصرا في توزيع التلاميذ على أفـواج معدة سلفا مما يجعل من عملهم عديم الجدوى.

*وفضلا عن هذا القصور توصل خالد عبد السلام 1996 في دراسة له *حول واقع التوجيه المدرسي والمهني بالجزائر* أن عجز عملية التوجيه في المؤسسات التعليمية تعود بالدرجة الأولى إلى سوء الممارسات التقويمية للمدرسين.فعلى الرغم من أن التقويم عمل أساسي في التوجيه إلا انه لا يزال يعاني مــن نقائص أثرت سلبا على عملية التوجيه. وقد أشار الباحث إلى جملة من النقائص نوجزها كالأتي:

1- غياب الموضوعية في تقويم التلاميذ فإذا كان التقويم مرجعية أساسية في التوجيه فإن الاختبارات التحصيلية المطبقة في مدارسنا تفتقد إلى الموضوعية والدلالة التربوية بل إنها تشوه القدرات الحقيقية للتلاميذ وذلك لعدة أسباب من بينها:

*استخدام بعض المدرسين للاختبارات كأسلوب ردعي عقابي لسوء السلوك أو لعدم مشاركة التلاميذ في القسم.

* تضخيم بعض الأساتذة للنقاط في مختلف المواد بغرض الحصول على أعلى نسبة للنجاح لاسيما في نهاية الطور المتوسط حيث نسبة القبول محددة مسبقا وعبارة عن منافسة بين مجموعة من أكماليات القطاع التربوي الواحد.

*الإجحاف في التنقيط من قبل بعض المدرسين بحيث يوضع سلم التنقيط على 20 لكن في التصحيح لا يتجاوز 10 أو 12 مهما كانت الإجابة صحيحة.

* عدم بناء الاختبارات حسب الأهداف المحددة في المادة الدراسية. أي عدم انسجام أهداف التقويم وأهداف التعليم.

* عدم شمولية الاختبارات بحيث لا تغطي في الغالب سوى جزء من المقرر الدراسي.

 2-نقص الوسائل الاستكشافية المكيفة بحيث تعاني مراكز التوجيه المدرسي والمهني من انعدام الروائز والاختبارات النفس تقنية المكيفة للواقع الثقافي الجزائري .وقد انعكس هذا القصور على نوعية الأداء التوجيهي والإرشادي بحيث أدى إلى انعدام أو نقص الاستكشاف النفسي والتربوي الذي يتيح للتلاميذ معرفة قدراتهم،وإمكاناتهم وإجراء الاختيارات على أساس ذلك.


آخر تعديل: السبت، 25 أكتوبر 2025، 9:04 PM