الدرس الرابع: النظريات المفسرة للتوجيه المدرسي والمهني 

أهداف الدرس:

1-أن يتعرف الطالب على نظريات التوجيه المدرسي والمهني *نظريات الذات* منها نظرية كل من

جينز بَرْغَ وَ دُونَالَد سُوبَر

2-أن يتعرف على تطبيقات كل نظرية في الإرشاد والتوجيه*

3-أن تكون لدى الطالب القدرة على نقد كل نظرية وفقا لخصائصها وأهدافها وتطبيقاتها.

 تمهيد:في سنة 1951 ظهرت أول نظرية شاملة للاختيار المهني ثم تلتها بعد ذلك العديد من النظريات في هذا المجال وقد صنفت إلى صنفين الأولى سميت ب : نظریات مفهوم الذات أما الثانية فسميت نظريات الشخصية.

نظریات مفهوم الذات وتنطلق هذه النظريات من تفسير مفهوم الذات باعتباره التنظيم الديناميكي لمفاهيم الفرد، قيمه ، أهدافه مثله والذي يقرر الطرق التي سيلك بها باعتبارها الصورة التي تمثل نفسه، وأنها عملية ارتقائية تبدأ من ميلاد الفرد وتتمايز بالتدريج خلال مرحلتين الطفولة والمراهقة، وأن الفرد يسعى دائما لتحقيق ذاته في اتجاه التكامل والاستقلال الذاتي، ومن أبرز علماء النفس في نظريات مفهوم الذات جينز بَرْغَ 

وَ  سُوبَر وفيما يلي سنتناول أبرز نظريات هذا الاتجاه:

- نظرية جينزبرغ Chwing bung :

يعرف جينزبرغ عملية الاختيار المهني بأنها عملية تفضيل و هي تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، فالطالب في المرحلة المتوسط. أو الثانوية الذي عمره 14 سنة أو أكثر بقليل لا يعني الاختيار للمهنة عنده أكثر من تفضيل واحده على الأخرى وهو ليس في حاجة إلى تنفيذ ما يفضله مباشرة بل يستطيع تأجيل ذلك للمستقبل .

وجينزبرغ رجل اقتصاد واسع الخبيرة قد قام ببحث استطلاعي لجامعة كلومبيا" واستعاد بزملاء له في علم النفس وعلم الاجتماع والطب النفسي للاستفادة من البحوث في العلوم السلوكية.حيث أجرى لقاءات مع مجموعة من 810 طالب و طالبات يدرسن بكلية برنارد للبنات التابعة لجامعة "كلومبيا " وصفهم جينزبرغ بقوله : " مجموعة ذات مواهب عالية تتمتع بأعلى درجة من الحرية و الاختيار وسجل جينزبرغ عدة ملاحظات وخصائص للسلوك و الاختيار المهني على أهمها : 

1- الإختيار المهني:لا يحدث فجأة وإنما هو عملية تستغرق فترة تتراوح ما بين ثماني سنوات إلى عشرة تمر خلالها مراحل تطور مختلفة.

2- إن هذه العملية غير ارتدادية بمعنى أن القرارات الأولى في الاختيار تعمل على خفض درجات الحرية المتاحة للقرارات اللاحقة.

3- إنا الحلول التوقيتية صورة حتمية في كل اختيار

ويرى أن الاختيار المهني عملية مستمرة وحركة متبادلة بين مجموعتين من العوامل المستقلة نسبيا : بين مجموعة من السمات المحددة للفرد كالقدرات والاستعدادات والميول، وبين العوامل الخارجية المؤثرة مثل مطالب البيئة والضغوط الاجتماعية ( في الأسرة والمجتمع) وأن أي اختيار مهني يتم نتيجة لتأثير المجموعتين معا.

و حدد جینزبرغ مراحل حتى يتخذ الفرد قرارا مهنيا مناسبا :

1- مرحلة الخيال : تمتد من سن 3 - 11 سنة إذ يتخيل الطفل نفسه في هذه الفترة في مهنة ما من خلال ممارسته لدوره في الألعاب التي يمارسها مثل الشرطي، الطبيب الممرض ، اللص، الأب الأم ......الخ وبشكل عام فإن خيارات الأطفال في هذه المرحلة تتصف بأنها غير واقعية وأحيانا تكونا مثالية جدا وخرافية .

2 - مرحلة التجريب: هذه الفترة مناسبة تمتد هذه الفترة من سن 11-18 سنة وتقسم إلى أربعة تختلف كل واحدة عن الأخرى في مهمات النمو وهذه المراحل هي : الميل، القدرة القيم الانتقال .

3-مرحلة الواقعية: وتمتد هذه الفترة من سن 18 - 22 سنة وتشمل هذه الفترة : مرحلة الاستكشاف التبلوروالتخصص .

2 - نظرية سوبر Supper:

إن نظرية سوبر هي إحدى النظريات التي وظفت الإرشاد النفسي في المجال المهني، وقد اعتقد سوبر أن أعمال جينزبرغ فيها نقص كبير لكونها لم تأخذ بالحسبان أو الاعتبار تأثير المعلومات وخبرة الفرد على النمو و الوعي المهني لديه كما تأثر به روجرس rogers و تسارتر sarter و پوردن Borden فيما يتعلق بنظرية مفهوم الذات، حيث اعتبر هؤلاء أن سلوك الفرد ليس إلا انعكاسا لمحاولة الفرد تحقيق ما يتصوره عن نفسه وأفكاره التي يقيم بها ذاته.

يقول سوبر إن الأفراد يميلون إلى اختيار المهن التي يستطيعون من خلالها تحقيق مفهوم عن ذاتهم، والتعبير عن أنفسهم ، وأن السلوكات التي يقوم بها الفرد لتحقيق مفهوم ذاته مهنيا عبارة عن وظيفة المراحل النهائية التي يمر بها مهنيا و عندما ينضج الفرد يصبح مفهوم الذات مستقر والطريق الذي يتحقق بها مهنيا تعتمد على ظروفه الخارجية ، فالمحاولات لاتخاذ قرارات مهنية خلال فترة المراهقة يفترض أن يكون لها شكل مختلف عن تلك التي تتخذ في منتصف العمل المتأخر،واعتمد سوبر في تطوير نظريته في النمو المهني على ثلاث أسس تشكل الإطار العام لنظريته وهي : 

2-علم النفس الفارقي: يبين سوبر أن أي فرد عنده القدرة على النجاح والرضا في عدة وظائف وذلك بأن الأفراد يتفاوتون على مستوى كفاءتهم للوظائف على ميولهم وقدراتهم، فالفرد يكون أكثر كفاءة في الوظيفة التي تطابق ميوله وقدراته.

3-علم النفس النمو:تأثر سوبر بكتابات بوهلر في علم النفس النمو التي ذكرت أن الحياة يمكن أن ينظر إليها كتتابع لمراحل متتالية. لقد قسم سوبر النمو إلى مراحل يمر من خلالها الفرد ليصل في الأخير إلى اختيار مهنة المستقبل. هذه المراحل حسب كل مرحلة عمرية.

 *أولا:مرحلة النمو: تبدأ منذ الولادة وتستمر حتى السن 14 سنة أي نهاية المرحلة المتوسطة. وهي تشمل مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة والمراهقة المبكرة. وتهدف هذه المرحلة لمساعدة الفرد على تحقيق مفهوم ذاته عن طريق القيام بأدوار مختلفة في الحياة المدرسية وفي نهاية المرحلة يجب أن يتكون للفرد فكرة عن قدراته واهتماماته التي تساعده في التنبؤ لمستقبله المهني.

وقد قسمها سوبر إلى ثلاث مراحل فرعية.

1- مرحلة الخيال

 2. مرحلة الاهتمامات

 3. مرحلة الإمكانية

 ثانيا:مرحلة الاستكشاف: تبدأ من سن 15 إلى 24 سنة وهي تشمل مرحلة المراهقة المتأخرة والبلوغ يتم خلالها تحليل الأولويات المهنية ثم اختيارها عن طريق ربطها بأهداف تعليم ثانوي الجامعي أو التدريب المهني. وعند التحاق الفرد في برنامج يجب أن يعمل على تعزيز المهنة التي تم اختيارها وقد قسمها سوبر إلى ثلاث مراحل فرعية.

1- المرحلة المبدئية وهي من سن 15 إلى 17 سنة ويتم فيها بلورة الاختيارات المهنية.

 2- مرحلة الانتقاء وهي من سن 18 إلى 21 سنة وهي مرحلة التخطيط.

 3- مرحلة المحاولة وتسمى مرحلة تحقيق الاختيار المهني وهي من سن 22 إلى 24 سنة حيث يلتحق الفرد بمجال العمل الملائم ويكون له مهنة محددة.

 4- مرحلة التأسيس وهي تمتد من سن 25 إلى 44 سنة وهي مرحلة الاستمرار في المهنة والتقدم المهني وقد قسم سوبر هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين.

*مرحلة الشباب وتمتد من سن 25 - 34 سنة وهي تعني الثبات في العمل بعد أن يتأكد من ملائمته له و أنه يعمل على إشباع حاجيته .

*مرحلة التماسك والاندماج : تمتد من سن 35 - 44 سنة وهي مرحلة الاستقرار

ثالثا: مرحلة الاحتفاظ : وهي تمتد من سن 45 - 64 سنة وهنا يحاول الفرد المحافظة. على ما حققه أو اكتسبه من المهنة ويميل نحو عدم تغيير المهنة حيث يحقق الفرد مكانه في العمل ويحاول المحافظة على هذه المكانة من خلال أسس ثابتة .

رابعا:مرحلة الانحدار:وهي مرحلة ما بعد65 سنة حيث يتم خلالها ترسيخ المكتسبات والتقليل من الالتزامات  وتنتهي بالتقاعد وتظهر الحاجة للإرشاد هنا لمساعدة الفرد على أداء أدوار جديدة وقد تقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين

1-مرحلة الإبطاء: تمتد من سن 65 - 70 سنة حيث يحدث التقاعد يقوم كبار السن في هذه المرحلة بالقيام بعمل لبعض الوقت أو أعمال استشارية بسيطة .

2 مرحلة التقاعد:هنا يختلف الأفراد في التوقف عن الاستمرار في المهنة،وقد يكون سهلا ممتعا بالنسبة لبعض الأفراد ويكون صعبا للآخرين .

أما عملية النمو والاختيار المعني بحد ذاتها فقد رأى سوبر" إنها تمر بخمس مراحل سماها واجبات النمو المهني وهذه المراحل هي : 

1- مرحلة البلورة: تمتد من سن 14 - 18 سنة وفي هذه المرحلة يقوم الفرد بتكوين الأفكار عن العمل المناسب ويتطور مفهوم الذات المهني ويتم فيها تحديد أهدافه المهنية من خلال الوعي بقدراته وميوله وقيمه كما يتم التخطيط للمهنة المفضلة.

-2  مرحلة التحديد والتخصص: وتمتد من سن18 - 21 سنة وينتقل فيها الفرد من الخيار المهني العام المؤقت وغير المحدد إلى الخيار المهني الخاص المحدد، ويتخذ الخطوات الضرورية لتنفيذ وتنفيذ هذا القرار

3- مرحلة التنفيذ: و تمتد من سن 21-24 سنة و فيها يتم الانتهاء من التعليم و التدريب اللازمين للمهنة

والدخول في المجال العملي المهني و تنفيذ القرارات المهنية المتخذة.

4- مرحلة الثبات و الاستقرار: وتمتد من سن 24-30 سنة و من خصائص هذه المرحلة الثبات في العمل

واستعمال الفرد لمواهبه لإثبات صحة و ملائمة القرار المهني.

5- مرحلة الاستمرار والنمو:وتمتد من سن 30 سنة فما فوق و فيها يتأقلم الفرد في مهنته من خلال إتقان مهارات العمل التي يكتسبها نتيجة اقدميته فيها .

ملاحظات:

- استعمال "سوبر" بعض المفاهيم التي أتى بها جينزبيرغ حيث يعتبر التطور المهني سيرورة تمتد من الطفولة إلى الشيخوخة و هته عملية ديناميكية .

- إن السلوك المهني مثل السلوكات الأخرى ،يتطور مع الزمن بفضل ظاهرتي النمو و التعليم.

- يشير سوبر سنة 1969 بان التطابق بين سورة الذات و التطورات المهنية هو الذي يحدد الاختيارو التكيف.