مادة: علم النفس المرضي وعيادة الراشد والمسن، سنة أولى ماستر علم النفس العيادي.  2025-2026. 

إعداد الأستاذة: د.إيمان راشدي.

المحاضرة رقم 01: مدخل (تذكير ببعض المفاهيم الأساسية: الرشد والنضج العقلي، السياقات الدفاعية، الشيخوخة، تطور السير النفسي لدى المسن).

المقدمة:

يُعَدّ علم النفس المرضي أحد الفروع الأساسية في علم النفس العيادي، إذ يهتم بدراسة الاضطرابات النفسية والعقلية من حيث أسبابها، مظاهرها، تطورها، تشخيصها. وعندما نتناول هذا العلم في سياق فئتين عمريتين محددتين، هما الراشد والمسن، فإننا نُسلّط الضوء على مرحلة دقيقة من النمو الإنساني تتسم بتحديات نفسية واجتماعية وجسمية خاصة.

في مرحلة الرشد، يواجه الفرد ضغوط الحياة المهنية والعائلية والاجتماعية، مما قد يؤدي إلى ظهور اضطرابات مثل القلق، الاكتئاب، أو اضطرابات الشخصية. أما في مرحلة الشيخوخة، فتبرز عوامل جديدة مثل التقاعد، فقدان الأحبة، وتدهور القدرات الجسمية والمعرفية، والتي قد تُمهّد لاضطرابات مثل الخرف والاكتئاب المتأخر.

تهدف هذه المحاضرة إلى تزويد الطلبة بفهم شامل للأسس النظرية والعملية لعلم النفس المرضي لدى الراشدين والمسنين، من خلال التعرف على أبرز الاضطرابات النفسية في هاتين المرحلتين، والعوامل المؤثرة فيها، إضافةً إلى استعراض المناهج التشخيصية الملائمة لكل فئة عمرية.

 

 

 

 

 

 

  تعريف علم النفس المرضي:

علم النفس المرضي (Psychopathology) أحد فروع علم النفس الذي يدرس الاضطرابات النفسية والسلوكية والعقلية، من حيث أسبابها، وأعراضها، وتطورها، وطرق تشخيصها.

إذ يهتم علم النفس المرضي بفهم كيف ولماذا تظهر الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، القلق، الفصام، اضطرابات الشخصية وغيرها، ويهدف إلى تحديد العوامل النفسية، والبيولوجية، والاجتماعية التي تسهم في نشأتها.

 المواضيع التي يدرسها علم النفس المرضي:

1.    تحديد المعايير التي تفرق بين السلوك السوي وغير السوي.

2.    وصف وتصنيف الاضطرابات النفسية (كما في DSM, CIM, PDM).

3.    دراسة أسباب الاضطرابات (عوامل وراثية، عصبية، بيئية، نفسية... ).

4.    تحليل الأعراض والسلوكيات المرضية.

5.    تطوير أساليب التشخيص والعلاج النفسي.

 يهدف إلى تحقيق فهم شامل للاضطرابات النفسية ويساعد في الوقاية منها  وتحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون منها.

 

تعريف الرشد:

هو المرحلة العمرية التي يصل فيها الفرد مرحلة البلوغ القانوني والاجتماعي، حيث يُمنح الفرد حقوقًا معينة مثل حق الزواج والإنجاب والتصويت، ويصبح قادرًا على تحمل المسؤوليات القانونية والاجتماعية. عادة ما يتم تحديد سن الرشد بسن معينة (مثل 18 عامًا في العديد من الدول)، ويرتبط بالاستقلالية المادية والاجتماعية، يسعى الفرد في هذه المرحلة إلى تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي من خلال النجاح المهني وتكوين أسرة والتكيف مع واقع الحياة. 

تعريف النضج العقلي:

هو اكتمال وتناغم العمل بين مختلف الوظائف العقلية والجسمية والنفسية، وهو عملية تطورية مستمرة تمكن الفرد من فهم الحياة وتعقيداتها، والنضج العقلي يشمل القدرة على فهم تناقضات الحياة، والتحكم في الذات، واتخاذ قرارات منطقية ومسؤولة، والاستقلالية في التصرف دون سيطرة الآخرين. 

في علم النفس الإكلينيكي، يشير الرشد إلى المرحلة العمرية التي يصل فيها الفرد إلى مرحلة البلوغ القانوني والاجتماعي وتحمل المسؤوليات، بينما النضج العقلي هو عملية نفسية تتسم بتكامل الوظائف العقلية والاجتماعية والعاطفية، وتمكّن الفرد من فهم تعقيدات الحياة والتحكم في قراراته بشكل مستقل ومنطقي.

 الفرق الأساسي هو أن الرشد غالبًا ما يرتبط بسن معينة ومسؤوليات قانونية، أما النضج فهو مفهوم تطوري مستمر يتعلق بالقدرات العقلية والنفسية والاجتماعية.

الفرق بينهما من منظور علم النفس الإكلينيكي:

المنظور الزمني مقابل المنظور الوظيفي: 

الرشد هو مفهوم زمني يرتبط بسن معينة، بينما النضج العقلي هو مفهوم وظيفي يتعلق بكيفية عمل الفرد وقدراته النفسية والاجتماعية بغض النظر عن عمره

الشامل مقابل المحدد: 

الرشد يركز على جوانب محددة مثل سن الرشد القانونية والمسؤوليات، بينما يشمل النضج العقلي نموًا أوسع في القدرات العقلية والعاطفية والاجتماعية والفلسفية للحياة

الاستقلالية والمسؤولية:  

الرشد يعطي الحق في تحمل المسؤوليات، أما النضج العقلي فيعني القدرة على ممارسة هذه المسؤوليات بشكل مستقل ومنطقي ومسؤول

العملية المستمرة:  

النضج العقلي هو عملية مستمرة من التطور والتعلم والتكيف طوال فترة البلوغ، بينما يمكن اعتبار الرشد نقطة تحول عمرية معينة.

     الشخص الراشد هو شخص يتمتع بقدرة على حسن التصرف وإدارة شؤونه، أما الشخص الناضج عقليًا فهو الذي اكتملت لديه العمليات الذهنية اللازمة لاتخاذ قرارات رشيدة

التداخل

النضج العقلي يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الرشدفالشخص الذي نضج عقليًا أصبح قادرًا على فهم الأمور بشكل سليم واتخاذ قرارات تدل على الرشد في سلوكه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Last modified: Thursday, 30 October 2025, 10:20 AM