الدرس:07                    مشكلات أسرية

الجزء الثاني

1- صراع الأدوار داخل الأسرة:

صراع الأدوار داخل الأسرة هو حالة تحدث نتيجة تداخل وتضارب متطلبات الأدوار المختلفة التي يؤديها أفراد الأسرة، خصوصًا عند محاولة التوفيق بين دور العمل ودور الحياة الأسرية. هذا الصراع يظهر عندما تكون الضغوط والمسؤوليات في أحد الدورين غير متوافقة مع الآخر، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على استقرار الأسرة وأداء أعضائها.

على سبيل المثال، قد يتسبب العمل بساعات طويلة أو ضغط عمل كبير في صعوبة تلبية حاجات الأسرة من رعاية الأطفال أو التواصل الأسري، والعكس صحيح؛ مسائل الحياة الأسرية أحيانًا تعيق التفرغ الكامل للعمل. هذا الصراع يعتبر ثنائي الاتجاه حيث يؤثر العمل على الحياة الأسرية والحياة الأسرية على العمل، لكن الدراسات تشير إلى أن تأثير العمل على الأسرة هو الأكثر شيوعًا وأصعب ضبطًا.

كما يتعلق صراع الأدوار بالضغوط الاجتماعية والثقافية، مثل صورة "العامل المثالي" التي لا تأخذ في الاعتبار التزامات الأسرة، بالإضافة إلى تعدد أدوار المرأة العاملة التي تحمل أعباء العمل الاقتصادي داخل وخارج المنزل التي قد تؤدي إلى تفكك الأسرة أو توتر العلاقات الزوجية. ويتسبب هذا الصراع في وجود مشاكل مثل زيادة الضغوط النفسية، انخفاض جودة التفاعل الأسري، وزيادة فرص الخلافات الأسرية.

 

 

 

 

1-1-  أسباب صراع الأدوار داخل الأسرة:

يمكن تفصيل أسباب الصراع إلى:

·         ضغط العمل وساعاته غير المرنة.

·         مشاكل في التواصل والتنقلات نتيجة طبيعة العمل.

·         مسؤوليات الأسرة من تربية ورعاية ومشاكل داخلية.

·         الأدوار الاجتماعية والضغط الثقافي على الأفراد، خاصة النساء.

إجمالاً، صراع الأدوار داخل الأسرة يتطلب تحقيق توازن بين متطلبات العمل والحياة الأسرية، ودعم من أفراد الأسرة والمؤسسات لخلق بيئة متفاهمة تقلل من هذا الصراع وتدعم استقرار الأسرة.

2- عمل المرأة وانعكاساته على الحياة الأسرية:

عمل المرأة له تأثيرات متعددة على الحياة الأسرية، حيث يحمل في طياته جوانب إيجابية وسلبية تؤثر على الأسرة والعلاقات الداخلية بين أفرادها بشكل مباشر.

2-1- الجوانب الإيجابية

·         زيادة دخل الأسرة: مشاركة المرأة في سوق العمل توفر دخلاً إضافياً للأسرة، ما يساهم غالباً في تحسين المستوى المعيشي والقدرة على الادخار والاستهلاك.

·         تعزيز مكانة المرأة: العمل يمنح المرأة شعوراً بالاستقلالية والثقة، ويعزز مكانتها الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع

·         القدوة للأبناء: المرأة العاملة قد تكون نموذجاً للأبناء والبنات حول أهمية الاجتهاد وتحقيق الذات.

 

 

2-2- الجوانب السلبية

·         الضغوط النفسية: تعدد الأدوار يُعرّض المرأة لضغوط نفسية وجسدية وينعكس أحياناً على استقرارها وراحتها النفسية.

·         توتر العلاقة الزوجية: تقاطع الواجبات الأسرية مع متطلبات العمل قد يسبب تصادماً في التوقعات بين الزوجين، مما قد ينعكس سلباً على العلاقة الزوجية.

·         تأثير على العناية بالأطفال: انشغال المرأة خارج البيت قد يؤثر على مستوى متابعتها ورعايتها لأبنائها، وأحياناً تظهر مشكلات سلوكية لديهم نتيجة غياب الأم لفترات طويلة.

·         تغير ديناميات الأسرة: قد يؤدي عمل المرأة لتغير في حجم الأسرة وطبيعة العلاقات الداخلية، وتوزيع المسؤوليات بين أفرادها.

 

Last modified: Saturday, 8 November 2025, 8:50 PM