النظام الإعلامي السلطوي:

     عند الحديث عن نظام ما، فنحن نقصد الإشارة إلى خمس أبعاد للمفهوم هي:

1-    الفلسفة الإعلامية التي يقوم عليها هذا النظام وهي مجموعة المبادئ والأسس الفكرية.

2-    السياسات الإعلامية وهي البرامج التطبيقية للفلسفة الإعلامية.

3-    الإطار القانوني الذي يترجم الفلسفة الإعلامية إلى تشريعات تحكم عمل المؤسسات الإعلامية.

4-    البنية الإعلامية الأساسية وتشمل مستوى تكنولوجيا الاتصال والكوادر البشرية وغيرها.

5-    الممارسات الإعلامية في الواقع العملي.

   والنظام الإعلامي السلطوي هو أقدم الأنظمة الإعلامية التي عرفتها البشرية، لأنه وجد في مرحلة الإعلام الشفهي ومرحلة الإعلام الخطي، أي أنه مرافق لظهور كل من المجتمعات البشرية والسلطة معا، عكس الاعتقاد القائل أن النظام الإعلامي السلطوي ظهر بظهور الطباعة ووسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى.

وقد ظل هذا النظام الإعلامي يتحكم في الصحف والكتب المطبوعة لقرنين كاملين، أي منذ ظهور الصحافة وحتى قيام الثورة الفرنسية أين ظهرت بوادر قيام نظام إعلامي ديمقراطي جديد.

ويلاحظ أن عدد كبير من وسائل الإعلام الإلكترونية كالراديو والتلفزيون والإنترنت ظهرت تباعا في دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في وقت كان قد حل فيه النظام الإعلامي الديمقراطي مكان النظام الإعلامي السلطوي في هذه المجتمعات.                                     

لذلك فلم تعان من المصاعب والقيود التي شهدتها صحافة هذه الدول في بداية نشأتها، ولكن هذا لا ينسينا أن الإعلام الإلكتروني وجد في مناطق شاسعة من العالم خاصة في ما كان يسمى إلى وقت قريب بالعالم الثاني ( الإتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية ) والعالم الثالث ( الدول النامية) في ظل سيطرة النظام السلطوي وهو يخضع لذات القيود التي تخضع لها بقية وسائل الإعلام المطبوعة، إضافة إلى الإعلام المباشر في هذه المجتمعات

Last modified: Tuesday, 25 November 2025, 7:04 PM