1. مفهوم الاتصال :
يتضمن الاتصال بصفة عامة عدة تعاريف و مفاهيم نستهلها بالمفهوم اللغوي ثم الاصطلاحي:
1.1. لغة: يعرف الاتصال لغة عند ابن منظور: بأن الاتصال بالشيء، كل شيء اتصل بشيء فيما بينهما،وصلة أي اتصال وذريعة والوصل ضد الهجران[1] .
أقدم تعريفات الاتصال هي التي ركزت على الاشتقاق اللغوي لكلمة communication وهو الكلمة اللاتينية communisالتي تعني الشيء المشترك ، ثم اشتقت كلمة(Commun ( أي المشترك وما يشترك فيه الأفراد المجتمع ثم كلمة ( community) أي الجماعة فكلمة (communication) أي الاتصال.[2]
وعليه نحن عندما نتصل فإننا نحاول أن نشترك في المعلومات والأفكار والاتجاهات ونكوّن علاقة مع شخص أو مجموعة من الأشخاص، لهذا فمرادف فعل يتصل هو يشترك.
1.2. اصطلاحا: كلمة الاتصال تستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة العلامات والرموز، وتكون الرموز عبارة عن حركات أو صور أو لغة أو أي شئ آخر تعمل كالمنبه للسلوك، أي أن الاتصال هو نوع من التفاعل الذي يحدث بواسطة الرموز.[3]
يرى عالم الاجتماع " تشارلز كولي " بأن الاتصال يعني ذلك الميكانيزم الذي من خلاله توجد العلاقات الإنسانية وتنمو وتتطور الرموز العقلية بواسطة وسائل نشر هذه الرموز عبر المكان، واستمرارها عبر الزمان،وتتضمن تعبيرات الوجه والإيماءات والإشارات ونغمات الصوت والكلمات والطباعة والبرق والهاتف ".
فيما تعرفه جيهان أحمد رشتي بأن الإتصال هو: "العملية التي يتفاعل بمقتضاها متلقي والمرسل والرسالة سواء أكانت كائنات حية أو آلات في مضامين اجتماعية معينة، وفيها يتم نقل الأفكار والمعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية أو معنى أو واقع معين فالاتصال يقوم على المشاركة المعلومات والصور الذهنية والآراء".[4]
يمكن إيجاز مفهوم الاتصال على أنه : تبادل مشترك للحقائق أو الأفكار أو الآراء أو المعلومات مما يتطلب عرضا واستقبالا، يؤدي إلى التفاهم بين كافة العناصر بغض النظر عن وجود أو عدم وجود انسجام ضمني، فهو عملية تفاعل اجتماعي معلوماتي هادف.
أما اذا تم تعريف الاتصال في المؤسسة فهو عملية نقل وتبادل المعلومات الخاصة بالمنظمة داخلها وخارجها، وهو وسيلة تبادل الأفكار والاتجاهات والرغبات بين أعضاء التنظيم ، وذلك يساعد على الارتباط والتماسك، ومن خلاله يحقق الرئيس الأعلى ومعاونوه التأثير المطلوب في التحريك الجماعة نحو الهدف.[5]
نستنتج مما سبق من التعاريف التي تم التعريج عليها أن كلمة الاتصال يكمن مفهومه في العلاقة القائمة بين المرسل و المستقبل اللذان يشتركان في عملية تبادل المعاني باستخدام نظام معين للاشارات مفهومة ومبسطة من جانب الطرفين ، حيث يبقي الاتصال دائما تلك العلاقة التبادلية بين الطرفين( المرسل والمستقبل).