الكتاب

تعتبر الفترة العثمانیة من تاریخ الجزائر الحدیث ،فترة مهمة وحاسمة فهي بغض النظر عن المدة الزمنیة التي استغرقتها والتي تزید عن ثلاثة قرون (1516 -1830 )فإنها تتمیز بعدة اعتبارات منها فترة تعرضت الجزائر في مطلعها للغزو الإسباني، وعرفت في نهایتها الاحتلال الفرنسي(1830 (كما عاشت أثناء مرحلة صراع مستمیت واجهت فیه اعتداءات الدول الأوروبیة وتحرشها، زیادة عن كون الفترة العثمانیة تعتبر بمثابة المعبر الزمني الذي حافظ على قیم الجزائر الحضاریة وتراثها الإسلامي العربي، هذا فضلا عن أنها فترة اكتمل فیها كیان الشعب الجزائري، المتمیز باعتبارها عاصمة ووضع حدود ترابیة وسن قوانین وأنظمة اقتصادیة واجتماعیة وانتهاج علاقات سیاسیة متماشیة مع وضع البلاد ضمن نطاق الوحدة الطبیعیة التي تربطها بالبلاد العربیة وباقي الإمبراطوریة العثمانیة.

لقد اثر العثمانيون بدورهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية  للجزائر، واول هذا التأثير هو ربط المجتمع الجزائري يالمجتمع الشرقي ، فقد جاء العثمانيون بوسائل حضارية شرقية للجزائر من مآكل ومشارب وملابس وتقاليد والقاب.

 

الكتاب:

ترك الجزائريون  اعمالا هامة في التاريخ والتراجم والسير خلال القرن 15 م  بعضها مايزال مرجعا الى اليوم، مثل اعمال التنسي الذي اشتهر بدراسته الحديث والفقه والادب، ومثل ابن القنفذ الذي تغلبت عليه العلوم كالحساب والفلك والاسطرلاب، والثعالبي الذي عرف بالزهد وعلوم الدين.

ولكن العثمانيين كانوا يفتقرون  الى اشياء اساسية لكي يشجعوا الادب  والعلم والفن  في الجزائر، واول ذلك اللغة. ولقد كانت لغة الوجق  العامة هي التركية  وهي لغة للحديث اكثر منها للكتابة، ولم تكن هناك اعمال ادبية هامة انتجت بهذه اللغة الى ذلك الحين، ولاشك ان الغة الحضارة الاسلامية في وقتها كانت اللغة العربية، ولهذا لم يشجعوا الكتابات بالعربية الادبية.

وتشير المصادر انه كان بالجزائر خلال العهد العثماني بعض المشتغلين بصناعة الكتب عموما من وراقة وتجليد ونسخ وخط حيث جاء في منشورات الهداية ان الطالب محمد النقاوسي كان سمسارا في الكتب في قسنطينة، كما يعد الباي محمد الكبير من اشهر المسؤولين الذين شجعوا على النسخ والاستنساخ.