: القيادة التنظيمية
أولا: تعريف القيادة ووظائفها
ثانيا: مصادر قوة القيادة
ثالثا: انماط القيادة
ا ربعا: نظريات القيادة
.1 نظريات السمات أو الرجل العظيم
.2 النظرية الموقفية
.3 نظرية سلوك القائد
.4 النظرية التفاعلية
الاهداف التعليمية:
بعد الانتهاء من د ا رسة هذا المحور يتوقع أن يكون الطالب قادر على :
- التعرف على معنى القيادة، واهمية دورها الوظيفي في المنظمة.
- اد ا رك الفروقات القائمة بين المفاهيم المتداخلة قيادة، رئاسة وسلطة.
- فهم مصادر قوة القيادة داخل المؤسسة التنظيمية.
- شرح مختلف انماط القيادة وتوضيح شخصيات القادة.
- تحليل مختلف نظريات القيادة في مجال التنظيم.
مقدمة:
تعد القيادة من بين الوظائف الادارية التي لاقت اهتمام معتبر من طرف علماء التنظيم والفكر الاداري، وذلك لأنها من أهم أدوات التوجيه والتأثير في سلوك العاملين بالمنظمة، فهي تؤثر على دافعية الاف ا رد للأداء، واتجاهاتهم النفسية ودرجة رضاهم عن العمل، وانجازهم الوظيفي، وبالتالي فهي تؤثر على امكانية بقاء التنظيم ودرجة الت ا زمه بتحقيق اهدافه التنظيمية، لكن ما لمقصود بهذه القيادة؟ وهل تكون على صورة واحدة أم تتخذ اشكال متعددة؟
أولا : تعريف القيادة ووظائفها
يعرف جيت Jead القيادة بأنها "القدرة على التأثير في الاف ا رد حتى يتعاونوا على تحقيق هدف يرغبون فيه" 138 . ويعرفها كونز ودنيل Koontz & Dennell بأنها " قدرة المدير على التأثير في المرؤوس للعمل بحماس وثقة لإنجاز الاعمال المكلفين بها " أمّا هايمان وهليبون فيعتب ا رها " القدرة التي يمتلكها شخص على التأثير على افكار الأخرين واتجاهاتهم وميولهم" 139 . وعرف تيد Tead القيادة على أنها " الجهد أو العمل الذي يؤثر في الاف ا رد، ويجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يجدونه صالحا لهم جميعا، ويرغبون في تحقيقه، وهم مرتبطون معا في جماعة واحدة متعاونة" 140 . فالقيادة هي عملية تفاعلية تتضمن عنصر التأثير الفعال من طرف )الرئيس( على طرف آخر )المرؤوس( لتوجيه سلوكه نحو تحقيق اهداف مشتركة، وتلعب القيادة دور بارز في مساعدة المنظمة على تحقيق اهدافها التنظيمية بكل فعالية،
من خلال تحقيقها الوظائف المبينة في الشكل الآتي:
ثانيا: مصادر قوة القيادة
إن ممارسة وظيفة القيادة تجعل من الشخص قائد، قد يكون هذا القائد مدير ولكن ليس كل مدير قائد، فالقيادة تختلف عن الرئاسة والسلطة، وقد كان نيقولا ميكافيلي Machiavelli صاحب مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" سبّاقا الى التفريق بين مفه وم السلطة او الرئاسة ومفهوم القيادة، حيث بين أن القيادة تعتمد على مدى القدرة على ارضاء المرؤوسين، وعلى مدى قبولهم بالرئيس ومنحه ولائهم، فالقيادة تنبع تلقائيا وبصورة غير رسمية من الجماعة التي يعمل او ينتمي اليها، أمّا الرئاسة فتستمد من سلطة خارج الجماعة، وهي سلطة النظام الرسمي والجانب القانوني الذي يلزم الاف ا رد بضرورة الانصياع لق ا ر ا رته والامتثال لسلطته. إن القائد الفعال هو الفرد الذي تتوافر فيه صفات ذاتية قيادية، تكون له القدرة على تحقيق التوازن في الاهتمام بكل الاف ا رد، ولديه القدرة على ممارسة التأثير على الجماعة في موقف معين. وعليه يمكن تصنيف مصادر قوة القيادة الى نوعين اساسيين:
ثانيا: مصادر قوة القيادة
إن ممارسة وظيفة القيادة تجعل من الشخص قائد، قد يكون هذا القائد مدير ولكن ليس كل مدير قائد، فالقيادة تختلف عن الرئاسة والسلطة، وقد كان نيقولا ميكافيلي Machiavelli صاحب مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" سبّاقا الى التفريق بين مفه وم السلطة او الرئاسة ومفهوم القيادة، حيث بين أن القيادة تعتمد على مدى القدرة على ارضاء المرؤوسين، وعلى مدى قبولهم بالرئيس ومنحه ولائهم، فالقيادة تنبع تلقائيا وبصورة غير رسمية من الجماعة التي يعمل او ينتمي اليها، أمّا الرئاسة فتستمد من سلطة خارج الجماعة، وهي سلطة النظام الرسمي والجانب القانوني الذي يلزم الاف ا رد بضرورة الانصياع لق ا ر ا رته والامتثال لسلطته. إن القائد الفعال هو الفرد الذي تتوافر فيه صفات ذاتية قيادية، تكون له القدرة على تحقيق التوازن في الاهتمام بكل الاف ا رد، ولديه القدرة على ممارسة التأثير على الجماعة في موقف معين. وعليه يمكن تصنيف مصادر قوة القيادة الى نوعين اساسيين:
السلطة الرسمية
مصدر هذه السلطة هو القانون، والذي يتم بموجب نصوصه وق ا ر ا رته وضع فرد معين في موقع رسمي ضمن البناء الهرمي للسلطة، فيصبح مسؤول عن قيادة مجموعات عمل، وتوجيه سلوكها، واتخاذ كافة الاج ا رءات لتثمين الأداء أو رفضه، تنقسم هذه السلطة الى قوة المكافأة وقوة الاك ا ره.
-2 السلطة التأثيرية
مصدرها كاريزما الشخصية وقوتها التأثيرية في الآخرين، وليس لها علاقة بالمنصب أو الموقع الرسمي الذي يحتله الفرد في هرمية البناء التنظيمي، وتنقسم الى نوعين أساسيين هما: قوة التخصص وقوة الاعجاب، والجدول يوضح أكثر.
ثالثا: أنماط القيادة
يمكن تقسيم القيادة وفقا لأسلوب ممارستها الى ثلاث أنماط رئيسية، وان كان الواقع العملي يخبرنا
باستحالة قيام شكل من هذه الاشكال الثلاث بصورة منفردة ومطلقة، فنجد بشكل عام شخصية القائد
مستبدة ويمارس قيادة أوتوق ا رطية، لكنه في مواقف معينة يلجأ إلى اش ا رك مرؤوسيه حسب ما تقتضيه
خصوصية الموقف وطبيعة الظروف.
القيادة الأطوقراطية: Autocratic
قيادة لا تستند الى اسس ديمق ا رطية في التعامل، تفرضها شخصية الرئيس التي غالبا ما تطلق على القائد الاستبدادي، الذي يتحكم في تابعيه، يجبرهم على تنفيذ أوامره الاستبدادية دون نقاش، يلزمهم بأداء الاعمال والمهام وفقا لإ ا ردته واسلوبه دون أي فرصة للمناقشة فيستبعدهم من دائرة المشاركة في اتخاذ الق ا رر. يعتقد هذا القائد أن من حقه التحكم في اتباعه بسبب ما يمتلكه من امتيا ا زت تتعلق بالخبرة الطويلة، أو القوة، تتجلى لديه النزعة الفردية في التعامل مع الغير، غالبا ما يتصف بالص ا رحة، الايجابية، الموضوعية، الثقة المطلقة بالنفس، عدم الاعت ا رف بأخطائه، التفاخر بنفسه وبإنجا ا زته. والقائد المستبد نوعان منه الجائر الذي يغلو في الاستبداد، والقائد المستبد العادل الذي غالبا ما يكون محبا عادل في ق ا ر ا رته
القيادة الديمق ا رطية Democratic
قيادة تؤمن بمبدأ مشاركة الجميع بشكل يتوافق مع مواقعهم في البناء الهرمي التنظيمي. في هذا النوع من القيادة يرجع القائد لاستشارة مرؤوسيه، واش ا ركهم في عملية اتخاذ الق ا رر، وتفويض السلطة لمن تتوفر فيهم الشروط من المرؤوسين، فيشعرون بأهميتهم، وترتفع لديهم معدلات الولاء للتنظيم، فتسود بينهم علاقات التعاون، ويكون مناخ تنظيمي
ديمق ا رطي يعتمد على التفاعل الايجابي بين اف ا رده.
القيادة الفوضوية Laissez-faire
تقوم هذه القيادة على منح مطلق الحرية للفرد العامل في التصرف، عمل ما يحلو له دون الرجوع لاستشارة قائده الذي وهبه بنفسه سلطة التصرف المطلق، فالقائد فوضوي، واسلوب ادارته كذلك، الأمر الذي سيؤدي لانتشار الفوضى في التنظيم وتضيع الوقت، واهمال جوانب مهمة في العمل، وسيادة حالة من التسيب العارم في ارجاء التنظيم
وأثناء تأدية الوظائف.
ربعا: نظريات القيادة
لقد تعددت المداخل النظرية التي تناولت بالتحليل ظاهرة القيادة، وكيفية اكتسابها، فمنها ما يرجع القيادة الى شخصية القائد وما يميزها من سمات وخصائص، وهناك من يربطها بالناحية السلوكية للقائد، وفريق آخر يعتبرها قائمة في الموقف الذي يجد القائد نفسه فيه، يخصص الجزء الموالي لتوضيح أهم النظريات في مجال القيادة.
1/ نظرية السمات أو الرجل العظيم:
تعتبر أولى النظريات التي تناولت القيادة، حيث ترجعها الى صفات أو سمات شخصية، مواهب قد ا رت استثنائية تتوفر في القائد ولا تتوفر لدى غيره تتعلق مثلا بالقد ا رت الذهنية، الذكاء، القدرة على التعبير، وحتى القد ا رت الفيزيقية التي تجعله شخص يتمتع بالنشاط، الحيوية، قوة التركيز، وهو ما يصنع منه قائدا يحتل مكانة متميزة بين اعضاء الجماعة التي يعمل فيها او ينتمي اليها، غير أن ما يُعاب على هذه النظرية هو مستوى التغيير النسبي الذي يحدثه الشخص القائد في جماعة ومدى ارتباطه بخصوصية الموقف الذي يجد القائد فيه نفسه، أو الظروف الخاصة بأعضاء الجماعة والتي تخلق لديهم القابلية للتغير والالت ا زم بق ا ر ا رت القائد، أو تعرقل الت ا زمهم وتنمي لديهم شعور بمقاومة هذا التغيير.
2/ النظرية الموقفية:
تحاول تجاوز النظرة الاحادية الضيقة التي تربط القيادة في شخصية القائد وسماته إلى تبني نظرة اكثر شمولية تأخذ بعين الاعتبار أكبر عدد من المتغي ا رت البيئية المرتبطة مثلا عمر المنظمة، حجم الجماعة التي يقودها، تقاليد هذه الجماعة ونظمها، قوة الت ا ربط بين اعضائها، الظرف الزمني وغيرها من المحددات البنائية لطبيعة الموقف. وهو ما يوضح فلسفة هذه النظرية التي تستند أساسا إلى " منهج بيئوي يبين أثر الجماعة وردود أفعالها في تكوين القيادة " 141 . ما يستدعي من القائد ضرورة تكييف اسلوبه، وضبط امكانياته ومها ا رته القيادية بشكل يتوافق مع خصوصية الموقف، وممي ا زت الجماعة باعتبارهما عناصر محددة لشكل القيادة.
وتعتبر نظرية فيدلر Fiedler من النظريات الموقفية، إذ عارض فيدلر امكانية وجود اسلوب واحد نموذجي من القيادة، واعتبر أن الموقف القيادي له الاثر الاكبر على ق ا رر القائد، ففعالية العملية القيادية في توجيه المجموعة نحو فعالية الانجاز يعتمد على درجة التوافق المنسجم بين شخصية القائد وثلاث متغي ا رت اساسية تتعلق ب: 142
أ طبيعة العمل ومدى وضوح الواجبات الملقاة على عاتق المرؤوسين. -
ب قوة مركز القائد ومدى الدعم والمساندة الموجهة له من قبل رؤسائه. -
ج علاقة القائد بمرؤوسيه ومدى قبولهم بنمط قيادته. -
3/ نظرية سلوك القائد:
حاولت هذه النظرية تجاوز نقاط الضعف والقصور التي وقعت فيها نظرية السمات عندما اخفقت في تقديم اطار تحليلي واحد متفق عليه يتعلق بسمات القائد، فبرزت نظريات حديثة لد ا رسة سلوك القائد في البيئة التنظيمية للعمل، سيتم التركيز في هذه الاطار على مساهمتين اساسيتين، وهما:
أ نظرية الشبكة الادارية: -
يرجع الفضل في انتاج هذه النظرية الى الباحثين " روبرت بليك وجيمس موتون" في بداية الستينات من القرن العشرين، قام الباحثين بإج ا رء سلسلة ابحاث ود ا رسات حول القيادة في جامعتي متشجان وأوهايو بالولايات المتحدة الامريكية، وتوصلا الى صياغة هذه النظرية التي ترتكز على
فكرتين اساسيتين:
- التركيز على البعد الانساني من خلال الاهتمام بالأف ا رد.
- الاهتمام بالبعد الاقتصادي، التشغيلي من خلال م ا رقبة الانتاج.
يستخدم رواد هذه النظرية مفهوم الشبكة الادارية التي تهدف الى ضبط موقع المدير وتحديده
على هذه الشبكة اعتمادا على درجة القرب أو البعد من هذين المحورين الانساني والانتاجي، حيث يكون
النجاح حليف القائد الذي يتمكن من الوصول الى معدلات مرتفعة في تحقيق الكفاءة بالنسبة لإشباع حاجات الاف ا رد، أو معدلات الانتاج، وتحدد الشبكة الادارية خمسة انماط مختلفة للشخصيات القيادية كما يوضحه الشكل الموالي:
الشكل) 11 (: انماط الشخصيات القيادية في نظرية الشبكة الادارية:
ب نظرية ليكرت: -
تقوم نظرية ليكرت في القيادة على فكرة استعداد القائد وقابليته لتقبل ال أ ري الآخر لمرؤوسيه ومنحهم
هامش من الحرية في إبداء آ ا رئهم حول بعض القضايا التنظيمية التي تستدعي مشاركتهم. وقد توصل
مع بعض زملائه من خلال د ا رسة سلوك مجموعة كبيرة من المشرفين العماليين الى التمييز بين اربعة
انظمة للقيادة.
4/ النظرية التفاعلية:
تقوم هذه النظرية على أساس الجمع بين النظريات السابقة، فهي تتبنى نزعة تكاملية ذات
توجه تفاعلي تستند الى منطق التأثير التبادلي، التكاملي الذي يرفض أي محاولة تستهدف التقليص من
حجم تأثير أي عنصر مشارك في هذه العملية القيادية، والتي تتمحور أساسا حول ثلاث اط ا رف أساسية
تتعلق ب شخصية القائد، سماته، اتجاهاته، حاجاته، وخصائص الجماعة التي يتولى توجيهها وقيادتها بما
في ذلك الحاجات الفردية لأف ا ردها وانظمتهم الثقافية والفكرية، ثم عناصر الموقف التفاعلي ومحدداته
البنائية. ثم تضيف هذه النظرية عنصر الوعي بين جميع الاط ا رف بأهمية القيادة، وما يمكن أن تحققه من
انجاز فعال للأهداف من خلال عملية الاد ا رك المشترك بين جميع المستويات بمعنى اد ا رك القائد لذاته،
اد ا ركه لأف ا رد جماعته، ثم اد ا ركهم لشخصه من خلال توظيف مختلف انماط الاتصال والتفاعل الرمزي
القائم بينهم.
في الاخير نقول إنه من الخطأ الاعتقاد أن شكل الاسلوب القيادي يخضع أساسا وتحديدا
لشخصية القائد واسلوبه في ادارة فريق عمله، لان هذه النظرة احادية قاصرة تم تجاوزها وتعويضها بروية
اكثر شمولية تؤمن بتعددية العوامل البيئية والموقفية المؤثرة في شكل القيادة، وفي نموذج الشخصية التي
يمكن أن يقتنيها القائد مع اشخاص في موقف معين وهو ما يصنع خصوصية الموقف ببعدي الزمان
والمكان.
مراجع المحور السادس:
1- بشير العلاق: الادارة الحديثة - نظريات ومفاهيم اليازوري، عمان، 2008.
2- جمال محمد أبو شنب: علم الاجتماع الاداري الجودة والتميز في ادارة المؤسسات، دار المعرفة الجامعية،
الاسكندرية، 2012.
3خليل محمد حسن الشماع وخضير كاظم حمود: نظرية المنظمة، دار المسيرة، عمان، 2009.
4- فتحي احمد ذياب عواد: ادارة الاعمال الحديثة بين النظرية والتطبيق، دار صفاء، عمان، 2013.
138 جمال محمد أبو شنب: علم الاجتماع الاداري الجودة والتميز في ادارة المؤسسات، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 2012 ، ص 157
139 فتحي احمد ذياب عواد: ادارة الاعمال الحديثة بين النظرية والتطبيق، دار صفاء، عمان، 2013 ، ص 178
141 . فتحي أحمد ذياب عواد، مرجع سبق ذكره ص 185
142 - بشير العلاق: الادارة الحديثة نظريات ومفاهيم اليازوري، عمان، 2008 ، ص 295.