الدرس الخامس: نظم التعليم في شمال أفريقيا النظام التعليمي بالجزائر
محتويات الدرس:
*مفهومه وأهدافه ومراحله
*إصلاحات التربية في الجزائر
*السياسات التربوية في الجزائر منذ الاستقلال
*واقع اللغات الأجنبية في نظام التربية الجزائري و التربية وصراعات الهوية في الجزائر
*عواقب التفاوت اللغوي بين التربية الوطنية و التعليم العالي في الجزائر
أهداف الدرس:
-معرفة أهداف النظام التربوي الجزائري
-معرفة مراحل النظام التربوي الجزائري
-معرفة الإصلاحات التربوية في الجزائر
-معرفة واقع اللغات الأجنبية في نظام التربية الجزائري،والتربية وصراعات الهوية في الجزائر
تمهيد:يعتبر النظام التربوي من أفضل أدوات التنمية من خلال وظائفه المتعددة ، ومن أهدافه الخاصة المتعلقة بشكل أساسي بإعداد الأفراد للحياة الاجتماعية والمهنية،ولضمان ذلك لجأت العديد من الدول لتطوير هذا القطاع والذي يلعب دورا جوهريا في تحسين نوعية الحياة والحفاظ على البيئة فضلا عن أثره في تمكين الأفراد من التفكير والابتكار الرشيد،وعليه لابد من الاهتمام به خاصة في مراحل التعليم العام،وحتى ما قبل المدرسي وإعطائه أولوية قصوى من خطط البلاد التنموية ومشروعات التعاون الدولي والإقليمي.ويبرز دور النظام التربوي بالخصوص في توفير الكفاءات البشرية التي تساهم في تطوير القطاعات الاقتصادية
.والاجتماعية المختلفة
:اولا
اولا:اهداف النظام التربوي الجزائري:
1- ترسيخ قيم ثورة أول نوفمبر1954 ومبادئها النبيلة لدى الأجيال الصاعدة والمساهمة من خلال التاريخ الوطني في تخليد صورة الأمة الجزائرية بتقوية تعلق هذه الأجيال بالقيم التي يجسدها تراث بلادنا التاريخي والجغرافي والديني والثقافي.
2-تكوين جيل متشبع بمبادئ الإسلام وقيمه الروحية والأخلاقية والثقافية والحضارية.
3-التعريب:ارادت الحكومة الجزائرية منذ نيل حريتها أن تقطع صلتها بالحقبة الاستعمارية فقامت كأول إجراء لتحقيق الأهداف التعليمية هو تعريب كل المواد الدراسية من ابتدائي إلى ثانوي.ومن أشكال التعريب التي ظهرت في المنظومة التربوية الجزائرية نجد:الحرص على جعل المناهج والكتب المدرسية والمعلمون يعلمون كل ماله علاقة بالقيم العربية وان تكون نابعة من الدين الإسلامي كالطاعة والشرف وغيرها من القيم السامية.
-جعل اللغة العربية لغة الحوار اليومي داخل القسم وخارجه.
4-الجزارة: تعني جعل كل مضمون دراسي جزائري مئة بالمئة،شملت الجزارة المحتويات والبرامج مثلما شملت موظفي التعليم والتاطير والتشريع المدرسي بالتدريج ابتداء من سنة 1964،وهكذا أصبح جميع الأطفال الجزائريين يدرسون لغتهم الوطنية ،وكذلك تاريخ وجغرافية الجزائر والتربية الإسلامية ، والقران الكريم بعد انك انو يدرسون تاريخ وجغرافيا فرنسا.
5-ديمقراطية التعليم :من مظاهرها إلغاء الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.تعميم المدارس في كل أنحاء الدولة الجزائرية بنفس المحتوى والطريقة.مع العناية الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الشعب الفقراء مع عدم اهمال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
6-تقوية الوعي الفردي والجماعي بالهوية الوطنية باعتبارها وثائق الانسجام الاجتماعي وذلك بترقية القيم المتصلة بالإسلام والعروبة والامازيغية.
ثانيا:سلم النظام التعليمي في الجزائر:
يتكون النظام التعليمي في الجزائر من:
1-التعليم التحضيري(5-6 سنوات):هذا النوع من التعليم مخصص للأطفال الذين لم يبلغوا القبول الإلزامي في المدرسة وهدفه إدراك النقص في التربية العائلية وتهيئة الأطفال للدخول إلى المدرسة الأساسية.
2-التعليم الأساسي إلزامي
*التعليم الابتدائي 5سنوات
*التعليم المتوسط 4سنوات
مهمة التعليم الأساسي هي إعطاء تربية أساسية واحدة لجميع التلاميذ ومدته تسع سنوات ومن ضمن الأساسيات التي توفرها المدرسة الأساسية للتلاميذ مايلي:
*دراسة اللغة العربية بحيث يتقنون التعبير بها شفهيا وتحريرا.
*تعليما يضمن الأسس الرياضية والعلمية يمكنهم من اكتساب تقنيات التحليل والاستدلال وفهم العلم.
*تعليما فنيا يوقد الأحاسيس الجمالية ويمكن الأطفال من المشاركة في الحياة الثقافية وتحقيق تربية بدنية أساسية.
3-التعليم الثانوي والتكنولوجي
*التعليم الثانوي العام(بكالوريا االتعليم الثان
*التعليم الثانوي والتقني (بكالوريا التعليم التقني)
ينقسم كما اشرنا الى قسمين:
اولا: التعليم الثانوي العام:عندما ينجح التلميذ في السنة التاسعة يجرى توجيهه السنة أولى ثانوي حسب معدله في السنة الدراسية وكذلك معدله في شهادة التعليم الأساسي على أن يجرى إعادة توجيههم في نهاية السنة الأولى ثانوي.
قسم هذا التعليم إلى قسمين مشتركين في السنة الأولى:
*قسم مشترك علوم/قسم مشترك آداب من هذه الأقسام يجرى التوجيه النهائي للتلاميذ نحو شعب وتخصصات السنة الثانية ثانوي.
أ- مجموع الشعب العلمية:وتتضمن هذه المجموعة:
*شعبة علوم الطبيعة والحياة*شعبة العلوم الدقيقة
ب*مجموع الشعب الادبية:وتتضمن هذه المجموعات ثلاث شعب:
-شعبة الآداب والعلوم الإنسانية
شعبة الآداب والعلوم شرعية
شعبة الآداب واللغات الأجنبية
ثانيا:التعليم الثانوي التقني
ثالثا:نماذج معاهد التعليم المهني :النموذج الصناعي/النموذج الزراعي/نموذج فندقة وسياحة/نموذج البناء والأشغال العمومية/نموذج إدارة وتسيير.
رابعا:التربية والتكوين المستمرين
خامسا: محو الأمية
4-التعليم بعد الثانوي*الجامعي* تختلف المدة باختلاف التخصص *الجامعات/المعاهد الوطنية المتخصصة/والمدارس الوطنية العليا.
النظام التعليم العالي:لا تشترط الجامعات سوى شهادة البكالوريا في التعليم الثانوي/تسجيل قائمة بالرغبات ويتم الاختيار بحسب المعدل والطاقة الاستيعابية لكل تخصص/بعض التخصصات تتطلب اختبارا تحريريا أو شفهيا/توفر الجامعات كذلك الإقامة الجامعية لمن يرغب في ذلك.
لغة التعليم:اللغة العربية حتى نهاية التعليم الثانوي وقد اتفقت وزارة التربية الوطنية مع المحافظة السامية للاماريغية على التعميم التدريجي لتعليم اللغة الامازيغية أما في التعليم الجامعي فتختلف لغة التعليم حسب التخصص وهي:
*لغة التعليم بالنسبة للتخصصات العلمية وهي الفرنسية،أما التخصصات الأدبية تدرس باللغة العربية اللغة الانجليزية للتخصصات البترولية
5-التعليم والتكوين المهنيين
6-التعليم المتخصص
بعد التطرق إلى مراحل التعليم في النظام التعليم سوف نتطرق بجانب من التفصيل إلى الإصلاحات والسياسات التربوية في الجزائر منذ الاستقلال.
ثالثا: إصلاحات التربية في الجزائر و السياسات التربوية في الجزائر منذ الاستقلال
عرف النظام التربوي الجزائري تحولات كبيرة منذ استقلال البلاد في سنة 1962 كما ونوعا،سمحت بإقامة دعائم أساسية لمنظومة تتطور باستمرار تم تحقيق ذلك بفضل العناية الكبيرة التي ضلت الدولة توليها لتربية وتعليم أبنائها .
وقد مرت المدرسة الجزائرية منذ الاستقلال بمحطات إصلاحية وتحسينية لمواكبة التطور المستمر لمجتمعنا وللعالم من حولنا إذ يمكن التمييز بين ست فترات كبرى:
الفترة الأولى من 1962الى 1972:شهدت بلادنا خلال هذه الفترة تحولات جوهرية عميقة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية ،حيث كانت التربية والتعليم في صلب تلك التحولات كانت أولويات ومجهودات الدولة الجزائرية موجهة لما يلي:
1-ديمقراطية التعليم ومجانيته والزاميته
2-دعم المنشئات التعليمية وتوسيعها.
3-تكييف جزئي ومحدود لمضامين البرامج التعليمية الموروثة عن النظام التعليمي الفرنسي الذي استهدف المواد ذات الصلة بالسيادة الوطنية.
4-تعميم تدريس اللغة العربية والتعريب التدريجي لبعض المواد.
الفترة الثانية من 1972-1982:تميزت هذه الفترة بالتوجه القوي نحو إحداث تنمية وطنية شاملة في شتى مجالات الحياة حيث شكلت التربية والتكوين محورا أساسيا في مخططاتها التنموية.
ادخلت التعديلات:بقي التعليم الابتدائي محتفظا بطابعه أما التعليم المتوسط شهد تغييرا جذريا في كل أنواعه الذي شمل أكماليات التعليم العام،التعليم التقني والتعليم الفلاحي والطور الأول من التعليم الثانوي حيث تم إدراجها سنة1971الامر الذي ترتب عنه توحيد نظام التعليم خلال هذه الفترة التي استحدثت فيها شهادة التعليم المتوسط بموجب المرسوم 72-40 المؤرخ في 1972.كما ميز هذه الفترة صدور الأمر رقم 76-35 المؤرخ في 16 ابريل 1976المتضمن:
* تنظيم التربية والتكوين /تم تعميم المدرسة الأساسية ذات 9سنوات ابتداءا من الدخول المدرسي
*1980-1981*
*الفترة الثالثة من 1982-1992:يمثل تعميم المدرسة الأساسية منعرجا هاما في المنظومة التربوية،حيث وضع نهاية للنظام الموروث الذي كان محل تعديلات،والتأسيس لمنظومة تربوية وطنية متميزة بأصالة مضامينها وإطاراتها وبرامجها،بديمقراطيتها.
أما في مجال التاطير تميزت هذه الفترة بإنشاء المعاهد التكنولوجية للتربية لتكوين معلمين وأساتذة التعليم المتوسط في ظرف سنة واحدة فقط،أما التعليم الثانوي فلم يعرف تحولات جذرية وعميقة كالتي شهدها التعليم الابتدائي والمتوسط.وقد أسفرت إصلاحاته على مايلي:
*إدراج التعليم الاختياري /إدراج التربية التكنولوجية/فتح شعبة العلوم الإسلامية/التوسع في فتح شعب التعليم الثانوي.
الفترة الرابعة من 1992-2002:شهدت هذه الفترة مايلي:
*تجسيد نظام المدرسة الأساسية/تخفيف البرامج التعليمية التي يعود تاريخها إلى فترة الثمانينات/استمر تطبيق البرامج إلى غاية السنة الدراسية 2002-2003 بالنسبة للتعليم الأساسي والى غاية 2003- 2004 بالنسبة للتعليم الثانوي:
*إدراج تعليم اللغة الانجليزية لغة أجنبية إلى جانب اللغة الفرنسية/*إدراج تعليم اللغة الامازيغية في النظام التربوي/*تحسين نظام التدرج*القبول والتوجيه*.
الفترة الخامسة 2002-2012: تميزت هذه الفترة بالشروع في إصلاح شامل للمنظومة التربوية الوطنية وذلك نظرا للتحولات التي عاشتها البلاد في جميع الميادين.واجهت المدرسة الجزائرية تحديات جديدة للعيش في ظل العولمة.
ويهدف الإصلاح: تحسين المردود النوعي للمنظومة التربوية وذلك بدعم وترسيخ مكتسباتها في مجال الجزارة والديمقراطية،والتوجه العلمي والتكنولوجي ،ومواكبة المستجدات على المستويين الوطني والعالمي.
وقدجاء القانون رقم 08-04 المؤرخ في 23 جانفي 2008 المتضمن القانون التوجيهي للتربية الوطنية ليرسم هذا الإصلاح ويؤكد على المهام الأساسية للمدرسة الجزائرية وأوله تدعيم الهوية الوطنية التي تربط المتعلم بمجتمعه ووطنه وتاريخه وفضائه الجغرافي.
وقد مس هذا الإصلاح عدة مجالات:
*اصلاح المناهج التعليمية/اعداد كتب مدرسية جديدة /اعتماد الترميز العالمي للرياضيات في العلوم الدقيقة والتجريبية وادراج ازدواجية المصطلح ابتداءا من مرحلة التعليم المتوسط.
*اعادة الاعتبار لشعب الامتياز.
*تدعيم تدريس مادة التاريخ والجغرافيا في جميع المستويات ومادة الفلسفة في مرحلة التعليم الثانوي.
*تعميم التربية الفنية على جميع المراحل التعليمية.
اعادة الاعتبار للتربية البدنية والرياضية بالزامية تعليمها في جميع المراحل التعليمية
*تعزيز تعليم اللغة الفرنسية في السنة الثالثة ابتدائي
*ادراج تعليم اللغة الانجليزية في السنة اولى متوسط
*ادراج تعليم المعلوماتية في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي
*اعداد وتنفيذ استراتيجية لمحو الامية للكبار.
اعادة هيكلة النظام التربوي:
*التعميم التدريجي للتربية التحضيرية على الاطفال البالغين سن 5سنوات
*تخفيض مدة التعليم الابتدائي من 6الى5سنوات
*تمديد مدة التعليم المتوسط من 3الى 4سنوات
*المناهج التعليمية :تنصيب اللجنة الوطنية للمناهج وهي هيئة استشارية لدى وزير التربية الوطنية من مهامها المعاينة العلمية والبيداغوجية من خلال إبداء أرائها ومقترحاتها بخصوص جميع القضايا المرتبطة بمناهج التعليم.
الفترة السادسة من 2012-2022:تميزت بالمجهودات المتواصلة التي تبذلها الدولة الجزائرية لضمان تعليم نوعي ومنصف وشامل لكل المتعلمين.
رابعا:التربية وصراعات الهوية في الجزائر:
تمهيد: في الجزائر تعد قضية الهوية محورا أساسيا في العديد من المجالات التربوية الثقافية والسياسية تلعب المدرسة والمؤسسات التربوية دورا مركزيا في تشكيل الهوية لدى الأجيال الصاعدة، سواء عبر المناهج المواد الدراسية، اللغات أو الخطاب القيمي والمواطنة . من هنا تنشأ "صراعات الهوية " بين مكوناتها- العربية الأمازيغية، الإسلامية والعالمية . والتي تنعكس مباشرة على التعليم والتربية
*تعريف الهوية :identity هي مجموع الخصائص الفردية والجماعية التي تميز الإنسان أو الجماعة عن غيرها وتشمل : اللغه، الدين، الثقافة، التاريخ الانتماء الوطني أو القومي ، القيم والمعتقدات .
* من منظور سوسيولوجي : يرى عالم الاجتماع إريك إريكسون
إن الهوية " عملية بناء متواصلة بين الفرد والمجتمع، تتشكل عبر تفاعل الفرد مع بيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية من منظور تربوي الهوية هي الغاية الأساسية من التربية الاجتماعية والوطنية إذ تعمل المدرسة على نقل رموز الهوية الوطنية والثقافية للأجيال الجديدة من خلال المناهج واللغة والتاريخ والتربية الدينية والمدينة.
identity conflicts* صراعات الهوية:
صراعات الهوية تظهر عندما:
تتصادم عدة مكونات للهوية داخل الفرد او المجتمع ( مثلا الانتماء الديني مقابل الانفتاح الثقافي
حيث تفرض الدولة سياسة هوية موحدة على مجتمع متنوع لغويا وثقافيا.
عندما يحدث احتكاك بين المحلي و العالمي )العولمة الإعلام التعليم الأجنبي(....
4 *في السياق التربوي صراع الهوية يتجلى مثلا في:
الجدل حول لغة التدريس العربية الفرنسية الإنجليزية الأمازيغية
محتوى المناهج الدراسة : هل تعكس التاريخ الوطني الوطني أم رؤية أيديولوجية معينة.
التربية الدينية مقابل التربية المدنية والعالمية.
*صراعات الهوية في الجزائر: في الجزائر صراع الهوية مرتبط بثلاثة مستويات أساسية:
1 *اللغة العربية كلمة وطنية ورمز للهوية القومية.
الأمازيعية كلغة أصلية وهوية ثقافية
الفرنسية والإنجليزية كلغتين للانفتاح والتواصل العالمي
هذا التعدد اللغوي ولا نقاش دائما حول لغة التدريس والتكوين.
2 *الدين والثقافة : - الإسلام كعنصر أساسي في الهوية الوطنية
- تيارات فكرية حديثة تدعو إلى هوية منفتحة وعقلانية
3 *الحداثة والعولمة : - مواجهة بين التقاليد المحلية ومؤثرات العولمة الثقافية والتكنولوجية .
التربية أصبحت ميدانا لصراع بين تكوين "المواطن الوطني"و "المواطن الكوني".
خامسا:واقع اللغات الأجنبية في نظام التربية الجزائري:
تلعب اللغات الأجنبية وخاصمة الفرنسية والإنجليزية دورا متزايدا في المنظومة التربوية الجزائرية لكن هذا الواقع مصحوب بعدة تحديات منهجية تربوية وسياسية تؤثر على فعالية تدريسها وتعلمها. دراسة هذا الواقع تتطلب تحليلا لنظام السياسات اللغوية، وضع التدريس الفعلي، والعوائق التي تواجه الطلبة والأساتذة.
هناك سياسة لغوية تربوية في الجزائر مرت بمراحل (التعريب، إدماج الأمازيغيه ،التوجه نحو اللغات الأجنبية مما يضع صلب دراسة اللغات الأجنبية في سياق أوسع : مثلا اللسانيات الإجتماعية واللسانيات اللغوية كأطر تحليلية. من بين المسائل : ما مكان اللغات الأجنبية في المنهاج؟
أي اللغات تدرس ؟ منذ أي مستوه ؟
التحديات والمعوقات : من أبرز التحديات في سياق الجزائر
*نقص الموارد التعليمية( الكتب، وسائل مساعدة، مخابر لغوية)
*نقص الكفاءة لدى بعض المدرسين أو عدم تأهيلهم بشكل كاف لتدريس اللغات الأجنبية.
*مسألة تحميل لغتين اجنبيتين في المراحل المبكرة مما قد يثقل تلاميذ المرحلة الإبتدائية
*إعلان سياسة لغوية متغيرة : توجه الدولة نحو تعزيز الإنجليزية ، والجدل حول مكانة الفرنسية.
سادسا:عواقب التفاوت اللغوي بين التربية الوطنية و التعليم العالي في الجزائر :
اولا:في الجزائر لغة التعليم في الطورين الابتدائي و المتوسط والثانوي و هي في الغالب العربية بينما يعتمد التعليم العالي خصوصا في التخصصات العلمية و التقنية على الفرنسية و مع التوجهات الحديثة نحو الانجليزية .هذا الاختلاف في لغة التدريس بين المرحلتين يخلق ما يعرف بالانقطاع اللغوي la
rupture linguistique بين النظامين.
ثانيا:العواقب التربوية و العلمية:"يجد الطلبة صعوبة في الانتقال من التعليم الثانوي إلى الجامعي بسبب فجوة اللغة
2 -تدني الفهم و الاستيعاب :يؤثر التبديل اللغوي على الفهم العميق للمقررات الجامعية.
يستهلك الطلبة وقتا أطول لفهم المحتوى بدل تطوير مهارات التفكير العلمي .
3 -انخفاض المردود الأكاديمي:ارتفاع نسب الرسوب و التسرب في السنة الأولى جامعية.
ثالثا:العواقب النفسية:ارتباك الهوية اللغوية و الثقافية يشعر الطالب بالانقسام بين لغة الهوية (العربية)و لغة العلم (الفرنسية أو الانجليزية )
-يولد هذا الازدواج توترا بين الانتماء الثقافي و متطلبات العصر.
2فقدان الثقة في الذات اللغوية(ضعف اتقان اللغات الأجنبية يؤدي إلى الشعور بالعجز الأكاديمي.
رابعا:العواقب الاقتصادية و المهنية:
عدم تكافؤ الفرص :الطلبة القادمون من مدارس خاصه أو متمكنون من الفرنسية يتمتعون بميزة في التعليم العالي و سوق العمل في المقابل يتعثر خريجوا المدارس العمومية ذات التكوين العربي .
خامسا: العواقب على السياسة التعليمية
تشتت السياسات اللغوية غياب رؤية موحدة بين وزارتي التربية و التعليم العالي.
·تناقض في أهداف التعريب و التفتح اللغوي.
·ضعف البحث العلمي بالعربية غياب مصطلحات علمية دقيقة بالعربية يعوق إنتاج المعرفة المحليه.