v : النظرية التنموية.
لا تزال هذه النظرية عبارة عن مجموعة من الآراء والتوصيات الملائمة لكافة وسائل الإعلام ووظائفها، في الدول النامية وتكتسب هذه النظرية وجودها المستقل عن نظريات الصحافة الأخرى، من اعترافاتها وقبولها للتنمية، وتأكيدها علي هوية الأمة، ووحدتها وتماسكها، ورفضها التبعية والسلطوية المتعسفة.
برزت هذه النظرية في سياق البلدان المسماة بالنامية و التي نالت استقلالها بدءا من الخمسينيات من القرن العشرين، و قد ساهم في توضيح معالمها العديد من الباحثين أمثال (لرنر وروجرز وشرام غيرهم ).
وصحافة التنمية ،كما يعرفها ليونارد سوسمان، هي تركيز الصحفيين الموضوعيين، على أخبار أحدث التطورات في مجالات التنمية المختلفة ،الأمر الذي يؤدي إلى نجاح التنمية الاقتصادية، وتحقيق الوحدة الوطنية، أو هي " استخدام الحكومة لمنافذ الاتصال، لتحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية "، وتتطلب صحافة التنمية من الصحف أن تتفحص بعين نافذة، وتقييم وتكتب عن مدى ارتباط المشروع التنموي ،بالحاجات المختلفة والقومية، وتنخفض الاختلافات بين الخطة وتطبيقها، والاختلاف بين آثارها على الناس، في تصريحات المسؤولين ،وبين آثارها الفعلية .
ويلاحظ التناقض بين الاستخدام الحكومي للصحافة ،و في خدمة التنمية، وبين الدور الرقابي للصحافة ، ففي ظل السيطرة الحكومية، يتراجع النقد وتتحول أخبار التنمية، إلى دعامة سياسية للحكومة وقيادتها، ولعل هذا التناقض هو الذي دعي المفكر الإعلامي الإنجليزي ،أنتوني سميث إلى تأكيد ضرورة التفرقة بين صحافة تنمية الاتصال في خدمة التنمية ،إلا أنه يرى أن المفهومية يتداخلان في إطار السيطرة الحكومية ، وهو يؤكد كالريب راميال، مشيرا إلى تساند مفاهيم " صحافة التنمية " والصحافة الموجهة " و الاتصال في خدمة التنمية .4ووفق نظرية التنمية تتلخص مهام وسائل الاعلام في عملية التنمية في النقاط التالية:
Ø تشكيل اتجاهات الشعب، وتنمية هويته الوطنية.
Ø مساعدة المواطنين، على إدراك أن الدولة الجديدة قد قامت بالفعل.
Ø انتهاج سياسات، تقررها الحكومة بهدف المساعدة، في تحقيق التنمية الوطنية.
Ø تشجيع المواطنين، على الثقة بالمؤسسات، والسياسات الحكومية، مما يضفي الشرعية على السلطة السياسية، ويقوي مركزها.
Ø الاسهام في تحقيق التكامل السياسي والاجتماعي، من خلال بحث الصراعات السياسية والاجتماعية، واحباط أصوات التشرذم والتفرقة، والتخفيف من التناقضات، في القيم والاتجاهات، بين الجماعات المتباينة.
Ø المساعدة في الاستقرار، والوحدة الوطنية و تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية .
Ø إبراز الإيجابيات، وتجاهل السلبيات، وتقليل حجم النقد إلى أدنى حد.