الدرس:06                         مشكلات أسرية

الجزء الأول

المشكلات الأسرية هي وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى توترات وخلافات بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء. تشمل هذه المشكلات خلافات في السلوك، عدم تفاهم، وتنافر في الأدوار الاجتماعية، وينتج عنها فقدان احترام الأسرة وانتماء الأبناء لها. من أسباب هذه المشكلات: اختلاف في طباع الزوجين، ضعف الحب والتفاهم، المشاكل الصحية، الاقتصادية، والاجتماعية، بالإضافة إلى تأثير العوامل النفسية والجسدية مثل الفروق العمرية أو الأمراض المزمنة.

تتضمن المشكلات الأسرية المتكررة عدم وضوح أدوار الأفراد، صراعات التربية، اختلاف الخلفيات الثقافية والدينية للزوجين، ضعف التواصل، والعنف أو سوء المعاملة أحياناً. ومن نتائج هذه المشكلات تأثير سلبي على الأطفال من حيث شعورهم بعدم الأمان والقلق، وضعف ثقتهم بأنفسهم، والتي قد تمتد لتؤثر على علاقاتهم المستقبلية.

1- التأزم الأسري:

التأزم الأسري هو حالة من الضغوط والاختلافات التي تؤدي إلى اضطراب وتوتر في العلاقات داخل الأسرة، وقد تشمل رفض التعاون، اللجوء إلى الشجار والصراع، مما يهدد تماسك الأسرة وقد يؤدي إلى الانهيار مثل الطلاق أو التفكك الأسري. هذه الأزمات قد تنجم عن عوامل خارجية كالأزمات الاقتصادية والاجتماعية أو داخلية كاختلاف طبيعة الزوجين أو الأمراض النفسية والجسدية. تتطلب إدارة هذه الأزمات حكمة وتربية سليمة لتعزيز التلاحم 

الأسري وفق قيم دينية واجتماعية، ولتخفيف التأزم أو التعايش مع الأزمات غير القابلة للحل.

1-2- أسباب التأزم الأسري:

أسباب التأزم الأسري الأكثر شيوعًا في المجتمع العربي تشمل عدة عوامل رئيسية تتمحور حول ضغوط حياتية وسلوكية واجتماعية تؤثر على تماسك الأسرة، منها:

  • غياب الأب أو انشغاله في العمل بشكل مفرط، مما يحرم الأسرة من الدعم المعنوي ويضعف الروابط العائلية.
  • انشغال المرأة بعملها أو علاقاتها الاجتماعية على حساب وقتها مع الزوج والأبناء، مما يسبب فتورًا في العلاقة الأسرية.
  • تدخل الأهل والأصدقاء في شؤون العائلة الخاصة، مما يزرع التوتر ويعزز الصراعات بين الزوجين.
  • الخيانة الزوجية وفقدان الثقة المتبادل.
  • اختلاف القيم والمبادئ بين الزوجين، كالتربية أو الدين أو التخطيط للمستقبل.
  • الإهمال العاطفي وانعدام التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة.
  • ضغوط الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد التوتر وتحد من الانسجام.
  • مشكلات في الإنجاب أو رغبة مختلفة بين الزوجين حول الأطفال.
  • تعدد الزوجات وعدم التوازن في المعاملة بين الزوجات.
  • الفارق الكبير في السن بين الزوجين أحيانًا يسبب توترات.
  • مشاكل ترتبط بعمل المرأة وردود فعل الأزواج تجاه ذلك.
  • عدم تحمل الزوج لمسؤولياته أو عدم قدرته على سد احتياجات الأسرة.

2- فقدان التوازن الأسري:

فقدان التوازن الأسري يشير إلى حالة تعاني فيها الأسرة من اختلال في توزيع الأدوار والمسؤوليات داخلها، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعاطفية خاصة عند الأطفال. يرجع هذا الاختلال في الكثير من الأحيان إلى انشغال الوالدين بأعمالهما وأمور الحياة، مما يقلل دورهما التربوي والتواصلي مع الأبناء. كما يمكن أن ينتج عن هذا الظرف تصادم في الأدوار بين الزوج والزوجة، فتتحمل المرأة عبء المنزل والمسؤوليات التربوية بشكل منفرد، بينما يقتصر الرجل على تأمين الاحتياجات المادية فقط، مما يؤدي إلى حالة من الفوضى في الأسرة وتأثيرات سلبية على نفسية الأطفال وتكوينهم السلوكي.

الآثار الناتجة عن فقدان التوازن الأسري تشمل ظهور اضطرابات وسلوكيات مشوهة لدى الأطفال، وقد يؤدي إلى تفكك الأسرة وشعور الأطفال بالعزلة النفسية ونقص الاحتواء العاطفي. كما أن غياب الدور التربوي الفعّال للأبوين يرسم نموذجًا سلوكيًا غير متكامل لدى الأبناء يعتمد على كلمات فقط دون أفعال ملموسة ودعم نفسي.

لذلك، يُعتبر التواصل العاطفي والتوازن في الأدوار الأسرية بين الوالدين عنصرًا أساسيًا لاستقرار الأسرة ونمو الطفل بشكل صحي نفسيًا واجتماعيًا

2-1 أسباب فقدان التوازن الأسري داخل الأسرة:

أسباب فقدان التوازن داخل الأسرة متعددة وتشمل عوامل نفسية واجتماعية وسلوكية تؤثر على العلاقات الأسرية واستقرارها، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • سوء الخلق: مثل الغضب غير المبرر، والأنانية، والعدوانية، والغيرة المبالغ فيها، والشك، وعدم احترام القيم الدينية والاجتماعية، وهذه الصفات تؤدي إلى توتر العلاقات الأسرية.
  • القصور النفسي: الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية تؤثر على سلوك الفرد وطريقة تواصله مع الأسرة، مما يسبب اضطرابات نفسية وعاطفية داخل الأسرة.
  • التباين الفكري والعاطفي بين الزوجين: عندما يختلف الزوجان في الفكر والمشاعر يحدث نفور وصراعات بينهما تؤثر على الجو الأسري.
  • ضغوط الحياة: التنافس والسعي لتحقيق الذات، ومشاكل مادية، وتحديات تربية الأولاد، تسبب ضغوطًا كبيرة داخل الأسرة تخل بتوازنها.
  • نمط الإهمال والتفرقة: إهمال الوالدين للطفل وعدم مراعاة حاجاته أو التفرقة بين الأبناء يؤديان إلى شعور بالظلم وتفكك العلاقة الأسرية.
  • انشغال الوالدين بالخارج: انشغال الأب والأم بعملهما أو مهام خارجية يؤدي إلى ترك دورهما التربوي، مما يسبب فوضى وضعف التواصل داخل الأسرة.

هذه الأسباب تتداخل معًا لتخلق حالة من فقدان التوازن الأسري التي تؤثر سلبًا على نفسية الأطفال وتؤدي إلى مشاكل سلوكية واجتماعية تحتاج إلى تدخل لمعالجتها

3- ضعف مقومات الأسرة:

ضعف مقومات الأسرة تعني وجود نقائص أو مشاكل في العناصر الأساسية التي تجعل الأسرة متماسكة ومستقرة. من أبرز أسباب ضعف مقومات الأسرة:

·         ضعف التواصل الأسري، بسبب تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقلل من التفاعل العميق بين أفراد الأسرة، بالإضافة إلى ضغوط الحياة المعاصرة التي تقلل الوقت والطاقة المخصصة للأسرة.

·         التفكك الأسري الناجم عن الطلاق أو الانفصال، أو وفاة أحد الوالدين، أو الصراعات المستمرة والنزاعات العائلية، وضعف التواصل مما يسبب سوء الفهم وتباعد الروابط.l

·         الأسباب النفسية والاجتماعية مثل الإهمال العاطفي، وعدم التواصل الفعال، والضغوط الاقتصادية والعمل التي تؤدي إلى انعدام التواصل والفتور العاطفي.

·         غياب دور الأب بحضور ورعاية الأسرة، مما يؤدي إلى ضعف التنشئة الاجتماعية وضعف الروابط بين أفراد الأسرة.

هذه العوامل تؤثر في القدرة على بناء أسرة مترابطة ومتماسكة، وتقلل من مقومات السعادة الأسرية مثل الحوار المفتوح والتعاون والتفاؤل في مواجهة الصعوبات.

لذلك، ضعف مقومات الأسرة يشير إلى نقص في التواصل والروابط العاطفية والاهتمام المتبادل بين أفراد الأسرة، وهو ما يؤدي إلى تفككها ومشاكل نفسية واجتماعية تؤثر على جميع أفرادها.

Modifié le: vendredi 28 novembre 2025, 20:40