.__نظرية الفجوة المعرفية:

تعتمد هذه النظرية على مبدأ التباين الموجود بين الأفراد والجماعات في المستوى المعرفي، وتقوم على افتراض انه مع تزايد انسياب المعلومات في النظام الاجتماعي من خلال وسائل الإعلام تحدث فجوة في المعلومات بين الفئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأعلى التي تميل إلى اكتساب المعلومات أكثر وبين الفئات ذات المستوى الأقل.[1]وقد اقترح لأول مرة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي من طرف الأمريكيين: تيتشنور ،دونوهيو، وأولين يعتقد ثلاثتهم أن الأفراد لا يتساوون في اكتساب المعلومات[2]، ويفترض أصحاب هذه النظرية أن الفجوة المعرفية قد تتحول إلى فجوة متزايدة بين ذوي المراكز الاقتصادية والاجتماعية العليا وبين ذوي المراكز الدنيا وان محاولة تحسين ظروف معيشة الأفراد معرفيا بواسطة وسائل الإعلام قد لا تتم دائما وفق ما خطط له، حيث قد تؤدي وسائل الإعلام إلى نتائج معاكسة فتزيد من فجوة التفاوت المعرفي بين مختلف فئات المجتمع.[3]

أسباب حدوث الفجوة المعرفية[4]: أوضح الباحثون أن الأسباب الرئيسية وراء حدوث الفجوات المعرفية يمكن إيجازها فيمايلي:

1.   اختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي بين فئات الجمهور، وهو ما يترتب عليه انقسام المجتمع إلى طبقات مختلفة، ويضاف إلى ذلك الاختلافات في المهارات الاتصالية بين الطبقات، وذلك لكل من ذوي المستويات الاجتماعية الاقتصادية العليا والدنيا.

2.   الاختلافات في المستويات التعليمية، حيث تبين أن التعليم له دور فعال في المراحل المختلفة التي تمر بها المعلومات بدءا بالتعرض ثم الإدراك فالفهم والتخزين، كما أن التعليم هو الذي يعد الفرد للعمليات الأساسية مثل القراءة والحديث والتذكر.

3.   العمليات الانتقائية المختلفة في التعرض والإدراك والتذكر ودرجة الاهتمام بالموضوع، فقد لا يوجد لدى أفراد الطبقات الأقل معلومات حول الشؤون العامة والأخبار العلمية تتفق مع قيمهم واتجاهاتهم، وربما لا يهتمون فعلا بمعلومات معينة.

4.   مستوى العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك نوع النشاط اليومي للفرد، وعدد الجماعات المنتمي إليها، والاتصال الشخصي.

5.   قصر المدة الزمنية التي تتم فيها تغطية موضوع معين.

6.   أهمية التواصل الاجتماعي لدى أفراد الطبقات الأعلى، وهو الأمر الذي يضع المعلومات أمامهم، حيث نجد أن الأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي الاجتماعي المرتفع يتصلون بأشخاص لديهم وعي بالشؤون العامة والأخبار العلمية ومن الممكن أن يخوضون في مناقشات مع بعضهم البعض في مثل هذه الموضوعات.

7.   طبيعة نظام وسائل الإعلام نفسه لديه صلة وثيقة بالأشخاص ذوي المستوى المرتفع اقتصاديا واجتماعيا، وذلك بسبب أن اغلب الأخبار والشؤون العامة والعلوم تكون موجودة في وسائل الإعلام المطبوعة، وهذه الوسائل المطبوعة غالبا ما تتلاءم مع اهتمامات وأذواق الأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع.



[1]  محمد فياض حسن: نظريات الاتصال، قسم الإعلام، كلية المستقبل الجامعة. ص 93.

[2]  فضيل دليو: التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال المفهوم، الاستعمالات، الأفق، دار الفايز للطباعة والنشر،قسنطينة، 2010، ص 64.

[3]  فضيل دليو: التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال المفهوم، الاستعمالات، الأفق،نفس المرجع السابق، ص65.

[4]  مؤمن جبر، مروى عبد اللطيف: تطبيقات نظريات الاتصال الجماهيري،ط 1، المكتب المصري للتوزيع، القاهرة، 2016، ص ص 199/201

Modifié le: mardi 22 avril 2025, 10:46