لمشكلات الاجتماعية من منظور التفكك الاجتماعي:

لا يُعبّر التحول من مفهوم الباثولوجيا الاجتماعية إلى مفهوم التفكك الاجتماعي عن أي تغيير جوهري في المشكلات الاجتماعية التي يجرى تحليلها ودراستها والذي حصل هو تغيّر  في استخدام المفاهيم والمفردات من طرف الباحثين وعلماء الاجتماع الدالة على الانحراف والخروج عما هو مألوف في نظر المجتمع بين مفهومي العلّة الاجتماعية و الوصن التنظيمي، فقد بدأ علم الاجتماع في التركيز على المشكلات الاجتماعية في البداية بوصفها عليا  أو أمراض اجتماعية ثم ما لبثت وهو مفهوم التفكك الاجتماعي، يشير هذا المفهوم عموماً إلى ما يصيب النسق الاجتماعي من قصور أو خلل في أدائه لوظائفه الأساسية وهي تحقيق الاستمرارية والاستقرار، كما أنه لا يعبر عن معايير أو مستويات مطلقة بقدر ما يشير  إلى ظروف واقعية يمكن التأكد و التحقق منها واختيارها.

·    ظهر هذا المفهوم مع موجات الهجرة الخارجية من أروبا إلى أمريكا، هؤلاء المهاجرين الذين أخفقوا في تكيفهم مع نمط الحياة الحضرية والثقافية وظهرت على إثرها مشكلات اجتماعية كبيرة نتيجة للفشل الذريع الذي صادف أولئك المهاجرين واتخذ هذا الفشل ثلاث مظاهر هي:

‌أ.     فشل معياري (اللامعيارية): بسبب الفشل في العثور على معايير اجتماعية منظمة موجهة للسلوك.

‌ب. فشل ثقافي (صراع الثقافات): ظهر نتيجة اختلاف الثقافات (الثقافات الاصلية وثقافة البلد المستضيف).

‌ج.  الإحباط (الانحلال أو الانهيار): والذي ينشأ عادة من شعور الفرد بالاحباط نتيجة عدم ترابط الحقوق والواجبات و الدور الاجتماعي والموقع الاجتماعي في غياب المسائل التي يطرحها المجتمع لتحقيق الطموح.


Modifié le: mercredi 30 avril 2025, 21:01