طرق الوقایة والعلاج من الإدمان على المخد ا رت:
إن الحد أو التقلیل من الطلب على المخد ا رت یتطلب اتخاذ إج ا رءات وقائیة وعلاجیة،
إلا أنه في حقیقة الأمر قد لا تنجح إج ا رءات الوقائیة في جمیع الأحوال ومع جمیع
الأشخاص، إذ قد یكون هناك خلل أو إهمال في الالت ا زم بالإج ا رءات الوقائیة، وهذا الأمر
یستدعي تدخلا من نوع آخر، وهو التدخل العلاجي سواء كان هذا التدخل العلاجي مبك ا ر
( بحیث یمكن الوقایة من التمادي في تعاطي المخد ا رت، أم تدخلا علاجیا ( 1
-1 البعد عن رفاق السوء ومن كانوا سببا في لجوء الشخص للإدمان.
-2 محاولة شغل أوقات الف ا رغ بما هو مفید ونافع للإنسان.
-3 الحرص على الحد من البطالة وتوفیر فرص عمل للشباب على وجه الخصوص.
-4 توعیة الفرد بأض ا رر المخد ا رت وآثارها المدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع.
-5 تشدید العقوبات على تجار المخد ا رت والمتعاطین على حد سواء(الردع القانوني).
- دور الأسرة في القضاء على إدمان المخد ا رت:
للأسرة دور أساسي في مقاومة ومكافحة الإدمان، فالأسرة هي أول من یؤثر في الفرد
وفي تكوین شخصیته وبنائها ومن السلوكیات والإج ا رءات الواجب اتخاذها من قبل الأسرة ما
یلي:
- بث روح المحبة والمودة بین أف ا رد الأسرة ، معاملة الأطفال معاملة حسنة، والبعد عن
العنف والقسوة في التربیة لأن العنف والإیذاء ولو لفظیا للأطفال في الصغر یعمل على
ضعف شخصیتهم.
- أن یكون الآباء قدوة حسنة لأبنائهم في كل شئ ، فمثلا الأب المدخن لابد أن یكون
إیجابیا ویعترف أنه أصبح مسؤولا عن أسرة وأبناء وهو قدوتهم ومن الإقلاع عن التدخین، أو
على الأقل لا یفعل ذلك أمام أبنائه.
1 - محمد عبد الرحمن، محمد المعایطة : " دور العالم في مواجهة الظواهر السلوكیة السالبة في المجتمع ،" ظاهرة تعاطي
. المخد ا رت"، مجلة د ا رسات اجتماعیة، مركز البحث في العلوم الإسلامیة والحضارة بالأغواط، 3 أفریل 2018 ، ص 45
33
- وعي الآباء للتعامل مع الأبناء خاصة في فترة الم ا رهقة والاهتمام بأبنائهم واحتوائهم احتواء
یجعلهم في غنى عن البحث عن مصادر أخرى للاهتمام خارج الأسرة والوقوع في مخالب
رفاق السوء.
- للأسرة دور في تربیة الأبناء على القیم والأخلاق والمبادئ الدینیة والأخلاقیة منذ الصغر
وحثهم على طاعة الله وتقواه.
- مشاركة الأبناء منذ صغرهم على اتخاذ الق ا ر ا رت وتحمل المسؤولیات التي تخص الأسرة
ولو على سبیل إیهامهم بهذا وأنهم أف ا رد لهم شخصیة وقیمة داخل الأسرة تكون لهم شخصیة
ودور في المجتمع الكبیر.
- یجب على الأسرة المتابعة والملاحظة الدائمة لسلوك أبنائها وأي تغییر یظهر علیهم،
والوعي بأع ا رض الإدمان، واتخاذ الاحتیاطات اللازمة وعلى الفور، إذ كلما تم إد ا رك المشكلة
مبك ا ر كلما كانت فرص حلها أسرع وأفضل.
-على الأسرة المتابعة الدائمة لأصدقاء أبنائهم والتعرف علیهم ، بل والتدخل في اختیارهم بطرق
غیر مباشرة لأن صدیق السوء قد یكون سببا للفساد بكل أوجهه وصوره.
- دور المجتمع في الوقایة من المخد ا رت:
یتكون المجتمع من أف ا رد وهم ثروة هذا المجتمع، فلابد من حمایة هؤلاء الأف ا رد الذین
یتكون منهم هذا المجتمع من أي ضرر قد یلحق بهم وخاصة إذا كان هذا الضرر یؤثر في
صحة وشخصیة هؤلاء الأف ا رد كالإدمان، فالإدمان من أخطر الآفات التي تصیب الشعوب
وتدمرها، فیجب اتباع سیاسة جادة لمكافحة إدمان المخد ا رت عن طریق :
-1 التوعیة بأض ا رر المخد ا رت وتحریمها من الأدیان السماویة . وذلك بتكاتف أجهزة الإعلام
والتوعیة داخل المدارس والجامعات والمساجد وغیرها من المؤسسات.
-2 محاربة المخد ا رت ومن یقوم بترویجها وحیازتها، للحد من الحصول علیها وتقلیل فرصة
الوصول إلیها، وهذا یتطلب تدریب أف ا رد الأمن على أعلى مستوى ودعمهم بأحدث الأجهزة
للتمكن من مواجهة أسالیب وحیل المروجین.
-3 علاج المدمنین وتمام شفائهم وٕاعادة تأهیلهم للعودة للمجتمع والاندماج فیه بصورة
سلیمة، ودعم م ا ركز مكافحة الإدمان .
34
-4 علاج وحل المشاكل التي قد تدفع الشباب للجوء لهذه المواد المخدرة هربا منها كالبطالة
وعدم قدرة الشباب على الزواج لعدم توفر الإمكانیات المادیة والمسكن والعمل ، وٕایجاد حل
لتحسین ظروف هؤلاء الشباب واستثمارها والاستفادة منها، لا تحطیمهم وجعلهم عرضة
للضیاع .
- خطوات وم ا رحل العلاج:
-1 علینا إقناع المریض (المدمن) بمرضه، ومواجهته وأن حیاته بوجود المخد ا رت لا تتجه
إلاَ للدمار والموت، وأنه إذا بقي على تلك الحال فإنه یسیر في طریق مسدود یجعله یخسر
نفسه وعمله وأهله وأصدقائه.
-2 قبل بدایة مشوار العلاج من الإدمان یجب إقناع المریض بمبدأ العلاج وترك المخد ا رت
والتخلص منها نهائیا بالاطمئنان على سلامة المدمن وتقییمه صحیا للتأكد من عدم
وجود فیروسات أو أم ا رض أخرى كمرض السل، أو التهاب الكبد، أو غیرهم من الأم ا رض
المعدیة التي یمكن أن یصاب بها أثناء تعاطي المخد ا رت.
-3 بدایة الرحلة العلاجیة تتم بتقییم الأطباء وهنا یتم عرض المریض على الأطباء والخب ا رء
المتخصصین لأخذ الإج ا رءات اللازمة للتقییمات الصحیة الشاملة، ویتم هذا التقییم لتوضیح
خطة العلاج المناسبة لكل مریض بناء على نتیجة تلك التقییمات .
-4 ثم تأتي مرحلة انسحاب السموم وٕا ا زلة المخدر من الجسم وهي أولى الم ا رحل الأساسیة
في علاج الإدمان، وهي أیضا من أصعب الم ا رحل التي یواجهها المریض في مشوار علاجه
من الإدمان، حیث یتعرض أع ا رض انسحابیة خطیرة كاضط ا ربات النوم والأرق وارتفاع درجة
ح ا ررة الجسم والتعرق وا رتفاع ضغط الدم واضط ا ربات نفسیة شدیدة ، فیقوم الأطباء بإعطاء
المریض العقاقیر والمسكنات اللازمة لمساعدته في العبور من مرحلة سحب السموم من
جسمه بأمان وتوفیر الرقابة والرعایة التامة للمریض في هذه الفترة وٕاتباع التعلیمات الطبیة
طیلة مرحلة العلاج.
-5 بعد التخلص من السموم یجب عرض المریض لجلسات العلاج النفسي السلوكي والعلاج
الترفیهي والعلاج بالب ا رمج الریاضیة والتدریبیة، لتخفیف ما سببته المخد ا رت من خلل في
الجهاز العصبي والنفسي، وقد تستمر تلك المرحلة عدة شهور أو سنوات، حسب حالة
المریض وقدرته على تحمل العلاج واجتیاز الرغبة في العودة للمخدر مرة أخرى.
35
-6 یجب م ا رفقة الطبیب للمریض تجنبا للانتكاسة والعودة مرة أخرى للمخد ا رت، عن طریق
إعطائه الأدویة التي تساعده في إعادة تنشیط وظائف المخ الطبیعیة وتقلیل الرغبة في
تعاطي المواد المخدرة مرة أخرى، كما یجب متابعة المریض المتعافي بعمل التحالیل الدوریة
له للتأكد من عدم تعاطیه لأي مواد مخدرة بعد العلاج ، حیث تؤكد الإحصائیات أن نسبة
كبیرة من مدمني المخد ا رت یعودون إلیها مرة أخرى خلال عام من الشفاء.
-7 یجب دعم العلاج عن طریق جلسات فردیة أو جماعیة وأخذ النصح من طبیب أو
مستشار نفسي لمساعدة المدمن المتعافي على مقاومة إغ ا رء الإدمان والعودة للمخد ا رت مرة
أخرى، ویمكن التصدي للرغبة الشدیدة في العودة لتلك المخد ا رت عن طریق تمارین معالجة
السلوك وتنفیذ است ا رتیجیات خاصة بمنع حدوث الانتكاسة، وفي هذه المرحلة تأتي ضرورة
وقوف أهل المریض وأسرته وأصدقاءه بجانبه .
-8 یجب أن تتكامل كل التخصصات العلاجیة حتى نصل إلى النتیجة المطلوبة وهي
تمام الشفاء وعدم العودة للإدمان، حیث أن الشفاء الحقیقي لا یكون مقصو ا رً فقط على علاج
أع ا رض انسحاب المخدر وترك المدمن بعد ذلك لینتكس، إنما یجب أن نصل معه إلى
استرداد عافیته الجسدیة والنفسیة والاجتماعیة، مع التأكد من عودته بفاعلیة إلى المجتمع
( واندماجه فیه ووقایته من الانتكاسات.( 1
إن مواجهة مشكلة تعاطي المخد ا رت ترتكز على طریقتین: خدمة الفرد، وخدمة الجماعة
بهدف إثبات فاعلیة طریقة خدمة الفرد وأسالیبها في تعاطي المخد ا رت ومساعدة المتعاطین