3/ اختيار الأخبار الإذاعية:

تتلقى الخدمة الاعلامية كما هائلا من القصص الاخبارية يتحتم عليها أن تختار منها ما يناسبها على وفق اعتبارات عديدة تختلف من وسيلة إلى أخرى  ينعكس هذا الإختلاف على المعالجة الإعلامية للموضوعات المختلفة و تتصل هذه الأمور عادة بما يعرف بالسياسة الإعلامية للوسيلة تلك السياسة التي تختلف من إذاعة إلى أخرى ، و تنعكس على الجوانب المختلفة للمضمون بما في ذلك المادة الإخبارية من حيث وقت التقديم و توقيته و نوعية المضمون بل و أسلوب الصياغة و التقدم لا شك إن حسن اختيار الأخبار التي ستقدم في الإذاعة يتوقف على كفاءة وسعة أفق القائمين بالاتصال و هناك معايير تكاد تكون مشتركة بين الخدمات الإذاعية يتم على أساسها اختيار الأخبار، مثل مراكز اهتمام المستمعين: فلا شك أن مراكز اهتمام لذى المستمع تتأثر ببعض الأخبار أكثر مما تتأثر بغيرها ، فالأخبار التي تتناول شخص مرموعا او حدثا من الأحداث المرتبطة بالأذهان يختلف بطبيعة الحال عن الأخبار التي تتناول أشخاصا أو أحداثا غير ذات أهمية .

صياغة و تحرير الأخبار الإذاعية :

 بعد الحصول على الأخبار من مصادرها المختلفة و اختيار ما ستتضمنه النشرة الاخبارية و ترجمة ما يحتاج الى ترجمته  تبدأ الخطوة الآتية و هي : كتابة الأخبار و صياغتها إذاعية ، حيث يتم كتابة الخبر الإذاعي عادة بطريقة الهرم المقلوب لأنه أكثر ملائمة للإذاعة باعتبارها تبدأ الخبر بأهم ما فيه فيكون ذلك عامل جذب للمستمع  ، فضلا عن ذلك فإن هذه الطريقة أي (الهرم المقلوب) تتمتع ببعض المزايا تجعل منها جديرة بالاستعمال و هذه المزايا هي:

أ/ يسهل على المراسل و كاتب الأخبار اعتاد هذا القاب أن يرتب الأحداث داخله بسرعة.

ب/ يستطيع المحرر أن يختار المفردات الأساسية في الخبر لتكون جوهر العنوان و ذلك بقراءة الفقرات الأولى .

جـ/ يمكن للمذيع أم يكيف الخبر حسب الوقت المخصص.

د/ يستطيع المستمع في ثوان معدودات تحديد أهمية الخبر و ما إذا كان يعنيه.

و خلاصة طريق الهرم المقلوب إن أهم واقعة في الخبر تكتب أولا ، يليها الوقائع المهمة فالتفاصيل الأقل أهمية و هكذا ، فالعناصر الأشد أهمية أي أهم ما في الخبر تكتب أولا و تكون بمثابة مقدمة الخبر و تعبر عن جوهره فإذا كان الخبر عن حدوث زلزال مثلا تبرز ظروف عملية وقوع الزلزال و اسباب ذلك و موقف السلطات و عمليات الانقاذ أما الخاتمة  فتتضمن معلومات معززة لما ورد في المقدمة  و التفاصيل و إذا كان الحدث يحتمل تطورات جديدة تهم المستمعين فإن الخاتمة يمكن أن تشير إلى ذلك     

  

       

و تطبق طريقة الهرم المقلوب أيضا إذا كان الخبر إذاعي يعبر عن تصريح أو خطاب لشخصية هامة و أخيرا فإن طريقة الهرم المقلوب تتماشى مع المنطق في الترتيب و ظروف الاستماع للإذاعة التي تخاطب الأذن و لا تقع تحت سيطرة المستمع ، وهنا يطل علينا الدكتور كاظم المقدادي و في جعبته قالب جديد و مبتكر ألا و هو شكل الملوية ، قائلا أنه و من خلال قيامه بتدريس مادة التحرير لطلبة الدراسات الأولية و العليا ، فإنه يرى هذا الشكل (الملوية) و هي الأثر العباسي الخالد الماثل في مدينة سامراء العراقية يمكن أن نبني على أساسه نظرية جديدة في بناء القوالب الفنية أو على الأقل إضافة هذا الشكل إلى القوالب الفنية الأخرى و هي : (الهرم المعتدل / المتدرج / المقلوب ، فضلا عن قوالب بيضة الماسة / الأحداث المتوقعة / الماسي / التجمعي / التشويقي ... الخ) من القوالب الأخرى .

إن شكل الملوية يوحي (القاعدة) رسوخ القيمة الخبرية صعودا إلى (القمة) الذروة في إتمام الك القيمة ، ثم إن في شكل الملوية يتجسد و بوضوح شكل الهرمين (المعتدل و المقلوب) الفني ، في حين و على مستوى التحرير الفني إن شكل الملوية يمنح محرر الخبر مرونة كافية لرسم حركة دائرية في معالجة القصة الخبرية ، الإفتراض أن رؤية الملوية من زاوية واحدة تسمح للعين أن تراها كأنها كاملة على الرغم من أن هناك جانب خلفي لا يمكن أن ترصده بل تحسه ، و هذا يعني أن تحرير القصة الخبرية و إن لم تدخل فيها بعض من عناصرها يشعر بها القارئ و كأنها موجودة و الرمزية الأخرى التي يتمتع بها قالب الملوية هي الانسيابية التي تنصهر فيها المقدمة مع الجسم مع الخاتمة ، تصبح كتلة واحدة بحيث لا تعرف نهاية المقدمة و هي تختلط مع النص الجسم ن كذلك تصعد الخاتمة كي تتلاشى مع الجسم أيضا ، و إذا كان هذا ما يخص التكوين البنائي عن كتابة الخبر الإذاعي فإن هناك أسس الصياغة  اللغوية للخبر الإذاعي يجب الأخذ بها لهذا التكوين البنائي و هي:

1/ الجمل القصيرة و البسيطة.

2/ يذكر الفاعل مع فعله سوية ‘إذا أمكن.

3/ عدم استخدام الجمل المعقدة و الكلمات النادرة.

4/ في الخبر الإذاعي كلمات تكتب لكي تقرأ و لذلك لابد أن تكون سهلة النطق.

5/ استخدام أقل ما يمكن من الضمائر.

6/ حداثة الخبر الإذاعي.

7/ في الخبر الإذاعي تستخدم عبارة و صيغة قبل الاسم.

8/ لا تبدأ الجملة بمقتبس في الأخبار الإذاعية و لا يترك اسم المصدر في نهاية المقتبس.
9/ لا تبدأ الجملة بالإحصاءات و كثرة الأرقام. 

 

Modifié le: samedi 3 mai 2025, 01:32